الأستاذ احمد بوكوس في ندوة حول دور المرأة في الحفاظ على التراث الأمازيغي: الثقافة الأمازيغية تواجه تحديات لم يسبق أن واجهتها طوال تاريخها

أكد الأستاذ احمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في ندوة نظمها مركز الدراسات الأنتربولوجيو والسوسيولوجية التابع للمعهد بالرباط يومي 26 و 27 يوليوز 2005، أن دور المرأة الأمازيغية في الحفاظ على الموروث الثقافي الشفوي الأمازيغي قد عرف تحولا جذريا في العقود الأخيرة، وذلك بسبب العولمة وما يرتبط بها من فرض نماذج ثقافية مهيمنة في الإعلام والتعليم وغيرها.

   

وقال، متحدثا في اختتام أشغال الندوة التي ناقشت " دور المرأة في الحفاظ على التراث الأمازيغي والنهوض به" بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، أن هذا الوضع الجديد يجعل الثقافة الأمازيغية أمام تحديات لم يسبق أن واجهتها طوال تاريخها، مضيفا أن أهمية اللقاء تكمن في أنه يطرح هذا الموضوع للنقاش.

   

واعتبر الأستاذ احمد بوكوس أن دور المرأة في الحفاظ على الأمازيغية انتهى، مشيرا إلى أن الفكرة القائلة بأن المرأة هي العنصر المؤهل للحفاظ على التراث الأمازيغي هي فكرة ماضوية تتناقض والطرح الحداثي للأمازيغية.

   

ودعا الأستاذ أحمد بوكوس إلى ضرورة التفكير في الوسائل الحديثة للنهوض بالأمازيغية في ظل الإكراهات الخطيرة المرتبطة بالعولمة والتي تواجهها الثقافة الأمازيغية. وأشار إلى أن مهمة الحفاظ على الأمازيغية والنهوض بها وتعزيز مكانتها يتجاوز الإرادة الفردية، والظروف الحالية توضح بما فيه الكفاية أن هذا الطرح متجاوز. وشدد الأستاذ بوكوس على أن الطرح الصحيح هو الطرح المؤسساتي وأن تعزيز مكانة الأمازيغية يجب أن يكون على مستوى المؤسسات الإعلامية والتعليمية وغيرها.

   

وكانت الندوة قد تناولت بالدراسة مختلف الجوانب المرتبطة بدور المرأة في الحفاظ على التراث الأمازيغي وناقشت حضور المرأة الأمازيغية عبر التاريخ ودورها في تربية وتكوين النشء وحضورها الوازن داخل الأسرة. كما أبرزت تجليات هذا الحضور من خلال ظهورها المتميز في المقاومة وقول الشعر والحفاظ على طقوس وعادات اتفقت كل المداخلات على أنها اليوم تواجه خطر الانقراض إذا لم يتم التفكير الجدي في الوسائل المثلى للحفاظ عليها وضمان استمرارها.