"الأمازيغية في الأنترنيت" موضوع ندوة نظمت بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

نظم مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ندوة تحت عنوان " الأمازيغية في الأنترنيت" يوم الجمعة 2 نونبر 2007 بمقر المعهد.

 

وأشار السيد الحسين المجاهد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في الجلسة الافتتاحية إلى أهمية هذه الندوة التي تندرج في إطار حضور الأمازيغية على شبكة الأنترنيت موضحا أن الموقع الالكتروني للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يشكل أداة تواصل ذات فعالية مهمة، معبرا عن تطلع المعهد إلى جعل هذا الموقع بوابة ناجعة للتعريف بأنشطته الإشعاعية.

 

وشدد السيد المجاهد على ضرورة إيجاد آليات للتواصل والتكامل بين المشرفين على المواقع الالكترونية الذين يمثلون مؤسسات ذات مشارب متعددة وطنية وأجنبية وجمعوية، مذكرا بالعمل الجبار الذي حققته الأمازيغية في عالم المعلوميات ونخص بالذكر وضع أول هاتف نقال بالأمازيغية، وتنميط حروف تيفيناغ ودمجها.

 

الجلسة الافتتاحية 

 

وتهدف هذه الندوة حسب الأستاذ أحمد شعبهي مدير مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل التابع للمعهد، إلى إبراز الأهمية التي يكتسيها حضور الأمازيغية في شبكة الأنترنيت موضحا أنه رغم العدد الهائل للمواقع الالكترونية الأمازيغية على الشبكة العنكبوتية، فإنها من حيث الجودة تختلف من موقع إلى آخر، ففيها ما هو جيد وما هو متوسط، مشددا على ضرورة تظافر الجهود لجعل المواقع الأمازيغية، أداة للحفاظ على الأمازيغية والنهوض بها.

 

وأشار الأستاذ أحمد شعبيهي إلى أهمية الموقع الالكتروني للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فيما يخص تعلم اللغة الأمازيغية بحروف تيفيناغ لعامة الناس، موضحا أن المعهد يطمح إلى أن تكون هناك قواعد معلوماتية لأهم الكتب والحوامل الديداكتيكية المتعلقة بالأمازيغية، على هذا الموقع لتعميم الفائدة.

 

ومن جهته تطرق الأستاذ محمد مخلص الباحث بمركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل، إلى المواقع الإلكترونية الأمازيغية، التي فاق عددها 306 موقع، موضحا أنها تعالج قضايا اللغة والثقافة الأمازيغيتين.

 

واعتبر أن دخول الأمازيغية إلى الأنترنيت يعد في حد ذاته ثورة رقمية يمكن مقارنتها مع اختراع الورق والكتابة، مبرزا أن إدراج الأمازيغية في الشبكة العنكبوتية في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن الماضي يعد ثورة لأن هاته المواقع تشكل ما وصفه بـ " المقاومة الرقمية عبر الشبكة العنكبوتية".

 

وصنف المواقع الالكترونية الأمازيغية إلى أصناف عديدة منها المواقع الرسمية من قبيل موقع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وموقع "إنالكو" ( المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الشرقية) وموقع " تازلا" الأمريكي، إضافة إلى مواقع أخرى جمعوية، وأخرى إخبارية.

 

ومن الناحية المعرفية أكد موحى مخلص أن هاته المواقع باعتبارها فضاء لحرية التعبير، فإنها تشكل كذلك بنكا للمعلومات، حيث تتوفر على نصوص ودراسات علمية أكاديمية تهم مجالات متنوعة، إضافة إلى مواقع للنقاش حول الأمازيغية.

 

وخلص محمد مخلص إلى أن هناك مواقع تعالج الأمازيغية باللغات الأمازيغية والفرنسية والكتلانية والهولندية والإسبانية...، مبرزا أن هذه المواقع يحذوها طموح إدراج نوافذ خاصة بالفيديو مؤكدا أن مصيرها مرتبط بمصداقيتها.

 

وأما السيد بلقاسمي ياسين مهندس بمركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال، التابع للمعهد فقد تحدث في عرضه عن موقع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في حلته الجديدة الذي يبث أخباره باللغات الفرنسية والعربية والأمازيغية، بعد أن كانت تقتصر فقط على اللغة الفرنسية. مضيفا أنها كانت تشتمل على مواقع تربوية لتعليم حروف تيفيناغ .

 

وبعد ذلك، قدم توضيحات وافية حول موقع المعهد في نسخته الجديدة وخاصة في الشق المتعلق باللغة الأمازيغية، واستعرض تصميم موقع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يضم أعمدة متنوعة، حول مختلف أنشطة المعهد ومعلومات حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين بشكل مبسط وسلس يسهل عملية التصفح، كما أبرز كيفية تدبير واجهة الموقع.

 

جانب من الحضور

 

وبدوره أوضح الأستاذ موحى أرحال، الباحث في الثقافة الأمازيغية، كيفية إنشاء المدونة على الشبكة العنكبوتية، وتحدث عن المدونات الأمازيغية التي وزعها إلى أربع أصناف: المدونات النضالية والإخبارية، ومدونات الفيديو وأخرى خاصة بالأغاني، مما أعطى للأمازيغية، حسب موحى أرحال، نفسا جديدا، خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت تنامي ظاهرة المدونات الأمازيغية على الأنترنت والتي ينشئها كبار المفكرين والباحثين إضافة إلى أطفال واعتبر أن المدونة فضاء يضمن حق التعبير.

 

وتميزت الجلسة المسائية بتدخل الأستاذ أيت باحسين الحسين الباحث بمركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية، الذي تناول الجوانب الثقافية والإجتماعية المعروضة في أهم المواقع الأمازيغية في الأنترنيت، مستعرضا خريطة هاته المواقع في الشبكة العنكبوتية، كما توقف الأستاذ أيت باحسين عند نموذجين يعتمدان- إضافة إلى اللغة الأمازيغية والفرنسية- اللغة العربية؛ وهما موقع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي وموقع "تاوالت".

 

وأوضح الأستاذ أيت باحسين أن موقع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي يتجه نحو الاختصاص في عرض كل ما يتعلق بأدبيات الجمعية وأنشطتها ومختلف الوثائق التي سبق للجمعية أن أصدرتها منذ 40 سنة من تأسيسها.

 

أما موقع " تاوالت" فيعرض بالأساس كل ما يتعلق بقضايا اللغة والثقافة والهوية والحضارة الأمازيغية في ليبيا، ولكنه منفتح أيضا، من حيث هذه القضايا، بالمقارنة مع باقي بلدان تامازغا حاليا وعبر التاريخ، إضافة إلى ذلك فهذا الموقع ينشر مؤلفات وبحوث لمثقفين وباحثين منتمين لمناطق أخرى غير ليبيا.

 

وخلص المتدخل إلى ذكر الصعوبات التي تعترض موقع الجمعية المغربية للتبادل الثقافي مقترحا بعض الحلول البديلة لتجاوزها.

 

وأشار الأستاذ فؤاد ازروال الباحث بمركز الدراسات الأدبية والفنية والإنتاج السمعي البصري، إلى أن التعامل مع الأنترنيت كوسيلة للتواصل يوفر معلومات قيمة وفي ظرف وجيز، وركز في مداخلته على المواقع الإلكترونية الأمازيغية في الريف كتجربة تعنى بقضايا الحركة الثقافية الأمازيغية وقسم بدوره هذه المواقع إلى مواقع رسمية وغير رسمية، موضحا أن السياحة الجبلية ساهمت بشكل وافر في تزايد عدد مواقع الأنترنيت كوسيلة، لإبراز المعالم الأثرية وتجليات الثقافة الأمازيغية من عادات وتقاليد وغيرها.

 

وحسب تجربته الشخصية، أشار الأستاذ أزروال إلى أن مواقع الأنترنيت في الجنوب تتوفر على معلومات كافية وشافية حول الحركة المسرحية الأمازيغية، والآداب وغيرها على خلاف مواقع منطقة الريف التي أنشىء مجملها من قبل الجالية المقيمة بالخارج.