التعددية في الإعلام المغربي محور يوم دراسي نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

شكل موضوع ' التعددية في الإعلام المغربي' محور يوم دراسي نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم  30 مارس 2011. وفي الكلمة الإفتتاحية أكد السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو المساهمة في خلق الشروط العلمية للتناظر حول إشكالية التعددية في الإعلام المغربي، والوقوف على مدى احترام مبدإ التعددية من خلال الأخذ  بعين الاعتبار التعددية الثقافية واللغوية في المشهد الإعلامي الوطني.

 

 

وأضاف السيد العميد خلال هذا اللقاء الذي ترأست أشغاله السيدة أمينة بن الشيخ، أن المعهد يروم مناقشة قضايا متعلقة بإدراج الأمازيغية والنهوض بها في وسائل الإعلام المغربية سواء منها الصحافة المكتوبة أو القنوات التلفزية أو الإذاعية  وغيرها، موضحا أن القيمة المضافة للأمازيغية على صعيد الخدمات التلفزية تتجلى في إدماج المواطن المغربي الناطق بالأمازيغية في المجموعة الوطنية عبر الإعلام الناطق بالأمازيغية، وبالتالي إيصال الثقافة الأمازيغية  إلى الأوساط الغير العارفين بالأمازيغية.

وأبرز السيد العميد الدور الذي تلعبه القنوات الوطنية ومنها القناة الثامنة في تعميم المنتوج الثقافي الأمازيغي،  كما أوضح  أن القيمة المضافة للأمازيغية وإدماجها في المجال السمعي البصري تتمثل أساسا في دمقرطة المشهد الإعلامي الوطني، فضلا عن تشجيع الإبداع الثقافي من خلال القنوات التلفزية والإذاعية وجميع منابر المشهد الإعلامي الوطني.

 

 

وتميزت الجلسة العلمية بمناقشة محورين، الأول حول موضوع الإعلام السمعي البصري بالمغرب: أي مؤشرات للتعددية والاختلاف، حيث اعتبر الأستاذ جمال الدين الناجي، المنسق العام للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع والباحث الإعلامي ومدير كرسي اليونسكو بالرباط، أن محك النظام الديمقراطي هو الميدان الإعلامي ومحك ميدان الإعلام هو الإعلام العمومي، وأن المواصفات الأولية لهذا الإعلام تقوم على قواعد معينة منها استقلالية التحرير التي تمكن من إعمال قاعدتي التعددية والتنوع، مبرزا أن لكل مواطن مغربي أمازيغي الحق في الاستفادة من الإعلام الذي يحترم جزءا مهما من الثقافة الأمازيغية.

 

 

أما السيد محمد العربي المساري وزير الاتصال سابقا  فأشار إلى أن القناة الأمازيغية التي عززت المشهد الإعلامي المغربي لم تأت من فراغ بل سبقتها تجارب عديدة، بدأت منذ سنة 1938 حيث خصصت الإذاعة الوطنية مدة 5 دقائق لبث مواد أمازيغية، لتتطور مساحتها الزمنية لتصل إلى 15 دقيقة  في اليوم سنة 1942 ، وفي سنة 1955 وصلت تلك الفترة إلى نصف ساعة يوميا حيث أضيفت تاريفيت وتامازيغت إلى تاشلحيت، وبعد ذلك تم تطوير الإذاعة الأمازيغية  لتبث برامجها على مدى 16 ساعة في اليوم، كما أشار السيد المساري إلى أن القنوات الوطنية تخصص مواد متنوعة للأمازيغية، موضحا أن المغرب يتميز بقابلية فريدة للتعددية الثقافية واللغوية.

وتناول الأستاذ عبد الله حيتوس في مداخلته بالنقد والتحليل آداء قناة تامازيغت، التي هي في حاجة ماسة إلى المزيد من حجم الدعم المخصص لها مشيدا بالدور الذي تلعبه في التثقيف والتحسيس، داعيا طاقمها الصحفي والإداري إلى المزيد من الانفتاح على المجتمع وخصوصا على قضايا الشباب والحراك الذي تشهده بلادنا.

 

 

وأبرز السيد  أحمد زاهد أن القنوات التلفزية الوطنية والإذاعات الخاصة تدرج بشكل متفاوت اللغة الأمازيغية في مختلف فقرات البرامج التي تبثها، موضحا أن حجم المدد الزمنية المخصصة للأمازيغية قد عرف تزايدا مهما وخصوصا على مستوى دفتر تحملات مختلف وسائل الإعلام السمعي البصري.

وأما المحور الثاني فقد تقدم فيه المتدخلون بمداخلات حول مقاربات تحليلية للتنوع والتعدد الثقافي واللغوي بالمغرب، حيث أكد السيد محمد مماد، مدير القناة الثامنة ( تامازيغت) أن إنشاء القناة الأمازيغية يعد مكسبا لجميع المغاربة الناطقين بالأمازيغية أو غيرهم، موضحا أن هذا اللقاء يعد محطة لتقييم آداء القناة التي تحتل مكانة مهمة في المشهد السمعي البصري على مستوى المضمون  والشكل.

وأجمع كل من السيدين حسن ندير وابراهيم حسناوي على أن التعددية في الإعلام المغربي تستوجب تطور حضور المضامين الأمازيغية وتعزيز القدرة على التواصل بين البرامج والمتلقي، و أوضحا  أن التعددية تستوجب كذلك تطوير استراتيجية القرب، وسن سياسة إعلامية يمكن من خلالها التعريف بالثقافة واللغة الأمازيغيتين والخصوصيات المحلية والجهوية والوطنية، وكذا تقديم الأخبار والمضامين من خلال السياقات اللغوية والثقافية التي يعرفها المشاهد.

 

 

يذكر أنه من المحطات الأساسية التي ميزت استراتيجية الحقل السمعي البصري المغربي إنشاء قناة 'تمازيغت'، وهي قناة عامة أعلن عن ميلادها في 6 من شهر يناير 2010. وبدأت في بث برامجها بصورة رسمية في الأول من مارس من السنة نفسها. وقد عبر مختلف المتدخلين على أن هذا المشروع التلفزيوني  جاء ليعنى بقضايا الأمازيغية وثقافتها ولغتها، كما أن مضامينه تتوجه إلى المغاربة قاطبة. ويروم هذا اللقاء، الذي نظم بمناسبة  مرور سنة على  إحداث هذه القناة، القيام بحصيلة نقدية لما تحقق من تراكمات خاصة في مجال الإنتاج السمعي البصري التلفزي وإلى تقييم التنوع  وتجربة إدماج الأمازيغية كلغة وحضارة وثقافة في الإعلام الوطني.

 

خديجة عزيز