المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظم اللقاء التواصلي الرابع مع النسيج الجمعوي

في إطار انفتاحه على محيطه الخارجي، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية اللقاء التواصلي التكويني الرابع حول الشراكة مع النسيج الجمعوي بمقره وذلك في الفترة الممتدة بين 13 و 15 ماي 2010.

وفي الكلمة الافتتاحية لهذا اللقاء الذي نظم تحت شعار ' : 'تأهيل العمل الجمعوي التشاركي دعامة للنهوض بالأمازيغية'. أكد السيد أحمد بوكوس عميد المعهد أن تأهيل النسيج الجمعوي الأمازيغي يعد شرطا لتحقيق الاستقلالية التدبيرية للجمعيات وتنويع مصادر تمويل مشاريعها الهادفة إلى النهوض بالأمازيغية. وأوضح السيد بوكوس أن هذا اللقاء التواصلي يندرج في إطار المخطط الاستراتيجي الذي أعده مجلس إدارة المعهد في سياق ورش التنمية البشرية.

وأضاف أن اللقاء يتوخى إتاحة الفرصة للأطر الجمعوية لتقوية قدراتها والتكوين في مجال التدبير الجمعوي، والتحسيس بأهمية التكوين، مشددا على أن الثقافة تشكل رافعة أساسية للتنمية.

الجلسة الافتتاحية

 

من جهتها، اعتبرت اللجنة المنظمة، تجربة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في العمل التشاركي تجربة رائدة  بالنظر مقارنة مع  تجارب عرفتها وتعرفها قطاعات أخرى، على الرغم من تجربة المعهد التي لا زالت فتية، و للعدد الكبير من الجمعيات التي تحظى بدعم هذه المؤسسة. وخاصة التي تنظم دورات تكوينية وأنشطة ثقافية  في مجال الأمازيغية في مناطق غير ناطقة بالأمازيغية، منوها بالمرونة التي تتعامل بها إدارة المعهد مع العديد من الجمعيات.

 

 

وأشار في هذا الصدد إلى بعض الجمعيات التي حظيت بالدعم اللوجيستيكي والتأطير وكذا تزويدها بمنشورات المعهد للتعريف به ومن خلالها  بالثقافة الأمازيغية.

 

و تمحورت المداخلات حول مواضيع تهم الشراكة، أطرها أساتذة أخصائيون ويتعلق الأمر بكل من السادة الحسين المجاهد  الأمين العام للمعهد، الذي قدم عرضا حول موضوع ' الشراكة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والجمعيات العاملة في مجال النهوض بالأمازيغية : حصيلة وآفاق' . فيما قدم الأستاذ محمد جراندو عرضا حول موضوع ' تجربة العمل التشاركي بين المعهد والجمعيات' وتناول الأستاذ أحمد أيت حدوت موضوعي ' منهجية وإشكالات إعداد مشاريع الشراكة' و ' تدبير مشارع الشراكة ( التدبير الإداري والمالي)، وقدم الأستاذ مصطفى جلوق باحث بالمعهد محاضرة تناولت  موضوع ' الحفاظ على التراث الثقافي المادي'. كما عرف اللقاء ورشات عملية تروم التواصل والاستماع  والتناظر والتكوين والتأهيل  والحوار الهادف والبناء مع الجمعيات الشريكة، وتنمية وتطوير الشراكة بين المعهد والجمعيات الوطنية. وقد شارك في تأطير الورشات كل من السادة : حسن رفقي، محمد أهليبو، بولمان أوراغ، محمد أبريوة ومحمد إركَي وأحمد أيت حدوت.

 

 

وحسب وثيقة للمعهد فإن هذه المؤسسة رصدت مبلغ 27 مليون درهم لتمويل 771 مشروعا في إطار الشراكة بين المعهد والجمعيات برسم خمس سنوات الماضية  كما بلغ العدد الإجمالي للمشاريع الممولة 771 توزعت على 377 بالنسبة للوسط و 233 للجنوب و 161 للشمال تهم على الخصوص الملتقيات الثقافية الفكرية وتعليم الأمازيغية ومحو الأمية وتنظيم ورشات الكتابة بحرف تيفنياغ وتكوين المكونين في الأمازيغية، إضافة إلى الملتقيات والندوات الفكرية الإشعاعية المرتبطة بالنهوض بالأمازيغية، ومهرجانات وأمسيات فنية والأنشطة الموجهة للمرأة و للطفل والمسرح ( عروض، إنجاز وإعداد، ورشات تكوينية )  إضافة إلى المخيمات الصيفية  و مهرجان الفيلم الأمازيغي .

 

إحدى ورشات التكوين

 

 

وتنطلق فكرة الشراكة لدى المعهد، حسب نفس الوثيقة، من اعتبار التنمية مسارا متشعبا ومتعدد الأبعاد يتطور باستمرار، ويحتم تحقيقه خلق تفاعلات من خلال تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين ووضع آليات وميكانيزمات التعاون والتنسيق والتشارك.

 

صورة جماعية

 

وتمخض عن هذا اللقاء التواصلي والتكويني الذي نظم لفائدة 150 جمعية مجموعة من التوصيات تتعلق أساسا بإعداد برامج بعيدة المدى و إعادة ضبط معايير ملفات الشراكة وتكثيف الدورات التكوينية لفائدة الجمعيات خاصة في مجال التسيير الإداري والمالي مركزيا وجهويا وتكوين مكونين لتقوية كفاءات الجمعيات في مجال محو الأمية وتدريس الأمازيغية، إضافة إلى ضرورة إعطاء الأولوية للمشاريع التي توظف الثقافة في خدمة التنمية.

يذكر أن هذا اللقاء يدخل في إطار الجهود المبذولة من أجل النهوض بالأمازيغية، ويعمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، منذ إنشائه،  على تطوير آدائه وآليات اشتغاله في مجال انفتاحه على محيطه.

خديجة عزيز