الندوة الصحفية حول تخليد ذكرى الخطاب الملكي لأجدير

في إطار الاحتفاء بالذكرى الثالثة لخطاب أجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عقد السيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ندوة صحفية صباح يوم الاثنين 18 أكتوبر 2004، وذلك بمقر المعهد بالرباط.

 

وساهم في تنشيط هذا الندوة الصحفية التي حضرها بعض أعضاء مجلس إدارة المعهد وبعض مدراء مراكز البحث وباحثي المعهد، كل من السادة الحسين المجاهد، أمين عام المعهد ولحسن أولحاج، ومحمد أجعجاع وعلي خداوي أعضاء مجلس إدارة المعهد.

 

في كلمة تقديمية، أشار السيد العميد أن هذه الندوة الصحفية تندرج في إطار الإعداد لتظاهرة تخليد ذكرى خطاب أجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة ألأمازيغية مؤكدا بأن الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة بأجدير (17 اكتوبر2001) هو حدث تاريخي جليل وذو أهمية كبرى بالنسبة لبلادنا. وأضاف بأنه بمثابة القول الفصل في الاعتراف الرسمي بالأمازيغية وبأنه ينم عن نظرة استراتيجية للأمازيغية باعتبارها مكونا أساسيا للثقافة الوطنية.

 

واعتبر السيد العميد بأن الخطاب أكد أن الأمازيغية معطى تاريخي تمتد جذوره في أعماق تاريخنا وحضارتنا وبأنها مكون أساسي لثقافتنا وإرث لجميع المغاربة وبأن النهوض بها يشكل دعامة أساسية للمشروع المجتمعي الحداثي الذي ننشده. وأوضح بأن إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية دليل قاطع على إرادة الدولة للنهوض بالأمازيغية. وقال بأن هذه المؤسسة أسندت لها مهمة توفير كل الشروط التقنية والعلمية لتحقيق هذا المبتغى معتبرا، في نفس السياق، بأن إنجازات المعهد لا يستهان بها ولا سيما في مجال إعداد الحوامل البيداغوجية واللغوية وتنميط الحرف وكل ما يرتبط بالمجال الأدبي والثقافي.

 

 

وفي كلمته، تطرق الأستاذ محمد أجعجاع إلى أهم الخطوط العريضة لاستراتيجية المعهد في المجال الإعلامي مذكرا في هذا الصدد بالاتفاقية التي تم توقيعها بين المعهد ووزارة الاتصال والتي تمخضت عنها لجنة مشتركة أسندت لها مهمة التنسيق واقتراح العمليات والبرامج المشتركة مع السهر على تتبعها وتنفيذها وتقييمها. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على خطة عمل تتضمن العمليات الأولى التي يجب أن تحظى بالأولوية. وأضاف بأن هذه الخطة التي تشكل المرحلة الانتقالية جاهزة وهي معروضة على السيد العميد والسيد الوزير للتوقيع عليها.

 

ومن جهته، ذكر الأستاذ لحسن أولحاج بالاتفاقية الإطار التي تجمع المعهد بوزارة التربية الوطنية وبأهم ما تتضمنه استراتيجية المعهد لإدماج الأمازيغية في المدرسة المغربية. كما ذكر بعمل اللجنة المشتركة بين الطرفين. وقال بأن هذه اللجنة تعمل في إطار شراكة رصينة تتسم بإرادة سياسية وتنفيذية من أجل تحقيق إرادة جلالة الملك، معتبرا، في ذات الوقت، بأن إدخال الأمازيغية إلى المدرسة هي عملية جد ثقيلة لأنها تهم جزءا كبيرا من المجتمع المغربي. وأضاف بأن هذا العمل ليس بيسير ولكنه يسير بخطى حثيثة وبوثيرة حميدة.

 

أما الأستاذ على خداوي، فقد أوضح أن المعهد وتطبيقا لما يتضمنه الظهير المحدث والمنظم للمعهد، يقوم بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومع جمعيات المجتمع المدني. وفي هذا الإطار، يضيف الأستاذ الخداوي، فإن العديد من الإطارات الجمعوية العاملة في حقل الأمازيغية قد عبرت عن رغبتها في التعاون في مجالات متعددة أهمها يتعلق بجمع الموروث الشفهي والتكوين. وأشار إلى أن هذه الإطارات الجمعوية تقوم بدور أساسي في هذا المجال.

 

ومن زاوية أخرى، أكد السيد الحسين المجاهد، أمين عام المعهد بالمجهودات الجبارة التي بذلت من أجل الهيكلة الإدارية للمعهد بشكل يستجيب لتطلعات العاملين ويحفز الموارد البشرية على البذل والعطاء. وقال بأن المعهد تأسس على مبادئ الشفافية والوضوح في الاختصاصات مذكرا بالمكاسب الهامة التي يتضمنها القانون الأساسي للموظفين. وأضاف بأن المعهد حريص في كل خطواته ومبادراته على الشفافية والوضوح وعلى الانفتاح الدائم والمتواصل على المحيط.

 

 

وانصبت أسئلة الصحافة (صحافة أمازيغية، صحف وطنية، ممثلي بعض الوكالات والصحف الأجنبية) حول مواضيع ذات الصلة بالانفتاح على الجمعيات وبعض العراقيل الإدارية والقانونية التي تعترضها وكذا بعض الإختلالات تدريس الأمازيغية ومسألة التكوين المهني للصحفيين المشتغلين في حقل الأمازيغية.

 

وفي رده، أشار الأستاذ أجعجاع إلى أن استراتيجية المعهد في مجال الإعلام تتطرق إلى ضرورة توحيد النشرات الإخبارية وتمديد فترة البث وتوفير التجهيزات الضرورية. كما أنها تتضمن ضرورة تأهيل الموارد البشرية وتوفير الشروط الملائمة للعمل والتحفيز. وإلى جانب ذلك، تعالج هذه الإستراتيجية ضرورة تخصيص نشرة بالأمازيغية في القناة الثانية.

 

وأضاف السيد العميد بأن التوصيات التي تمخضت عن اللقاءين اللذين نظمهما مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل تم أخذها كلها بعين الاعتبار وبأنه تم الاشتغال اعتمادا عليها.

 

وفي مجال التعليم، ذكر الأستاذ لحسن أولحاج بأن وزارة التربية الوطنية هي التي تتولى مهمة التكوين والتدريس في حين أن عمل المعهد يتمثل في توفير كل الأدوات العلمية والأكاديمية لتحقيق هذا الهدف.

 

يشار إلى أن اللقاء عرف مشاركة كل من السيد بلعيد بودريس، مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية والسيدة فاطمة بوخريص، مديرة مركز التهيئة اللغوية والسيد محمد صلو، مدير مركز الدراسات الأدبية والفنية والإنتاج السمعي البصري والسيد احمد زاهد، مكلف بشؤون الجمعيات لدى عمادة المعهد. واختتم اللقاء بقراءة شعرية تأبينية لفقيد الأمازيغية الشاعر علي صدقي أزايكو، ألقاها الشاعر عمر الطاوس.