"الهجرة في الثقافة الأمازيغية" موضوع ندوة نظمت بمدينة آسفي

شكل موضوع " الهجرة في الثقافة الأمازيغية" محور الندوة الوطنية التي نظمت بتنسيق بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والكلية المتعددة التخصصات بآسفي يومي 12 و 13 دجنبر 2007 بمقر الكلية.

 

وفي الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء قال السيد المصطفى حدية عميد الكلية المتعددة التخصصات أن الثقافة الأمازيغية تشكل قطبا كبيرا في الثقافة المغربية لذا يجب أن تتظافر الجهود للنهوض بهذا المكون و تدارس أبعاده في جميع المجالات وعلى كافة المستويات. كما دعا إلى ضرورة الخروج من النظرة الأحادية الجانب وإعطاء الأهمية لجميع المكونات الثقافية التي تنبني عليها الهوية المغربية بصفة عامة، مشيرا إلى أنّ الحديث عن الهجرة كان يقتصر على الجانب الاقتصادي ودوره في التنمية، واعتبر أن تناول هذه الظاهرة من الناحية الثقافية وخاصة فيما يتعلق بالأمازيغية من شأنه أن يحيلنا "على الآداب والفنون حيث يعكس الإبداع الأدبي والفني مخيال الناس و قيمهم الثقافية وهويتهم، واعتبر أن موضوع الهجرة في الثقافة الأمازيغية هو موضوع جديد ومهم سوف يغني المكتبة الوطنية.

 

 

 

الجلسة الافتتاحية

 

 

وبدوره أبرز السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في كلمة ألقاها بالنيابة عنه السيد الحسين المجاهد الأمين العام للمعهد أن هذا اللقاء يعد مناسبة متاحة لربط أواصر التواصل وفتح آفاق التشارك بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والكلية المتعددة التخصصات بآسفي " وذلكم في إطار سياسة الانفتاح على المحيط التي دأب المعهد على نهجها وعلى تنميتها وتطويرها، بكل ما له من إمكانيات بشرية ومادية ومعنوية، بغاية الإسهام مع الفرقاء والشركاء من هيئات ومؤسسات وجمعيات وأفراد لتحقيق النهوض بالأمازيغية الذي يعد بحق مسؤولية ملقاة على الجميع" ومن هذا المنطلق يولي المعهد أهمية قصوى للتشارك مع كل الفعاليات والإرادات الحسنة التي تريد أن تندمج في هذا المشروع المجتمعي.

 

 

 

كما جاء في كلمة السيد العميد أن هذا اللقاء يأتي للتناظر والتحاور حول موضوع من الأهمية والراهنية بمكان، نظرا لقلة الدراسات التي تناولته بأشكال المقاربة الأكاديمية والبحث المنهجي، ونظرا لما تزخر به الثقافة الأمازيغية بمختلف تجلياتها من عناصر ومؤشرات جديرة بالبحث و التنقيب، فإن أهمية اللقاء تتجلّى في استقطابه لعدد هام من الكفاءات العلمية والفكرية والباحثين من ذوي التخصصات المختلفة، مما يجعل منه فاتحة للتعاون بين المعهد والكلية المتعدّدة التخصصات بآسفي لاستشراف آفاق واعدة للتعاون والشراكة مع المعهد وإنجاز مشاريع ذات اهتمام مشترك لفائدة الثقافة الوطنية الموحّدة في تنوّعها.

 

جانب من معرض منشورات المعهد

 

 

و أشارت كلمة السيد العميد إلى أنّ نشر أعمال هذا اللقاء سيكون لبنة تؤشر على هذا الإنفتاح والتكامل بين الطرفين.

 

و قد تضمنت كلمة السيد العميد التنويه باللجنة المنظمة المشتركة بين المؤسستين وبمركز الدراسات الأدبية والفنية والإنتاج السمعي البصري التابع للمعهد على الجهود التي بذلت في تنظيم هذا اللقاء.

 

بعد ذلك قدّم السيد الحسين المجاهد الأمين العام للمعهد عرضا قيما يعرف بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبإنجازاته العلمية والأكاديمية وهياكله الإدارية.

 

وعلى هامش أشغال هذه الندوة نظم معرض لمنشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بنفس الكلية بتنسيق مع مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل التابع للمعهد قصد التعريف بحروف تيفيناغ وببعض المظاهر الثقافية الأمازيغية.

 

صورة جماعية

 

 

وناقش برنامج أشغال ملتقى "الهجرة في الثقاقة الأمازيغية" المحاور التالية :

 

  • الهجرة والتاريخ في الثقافة الأمازيغية؛

  • الهجرة والتحولات السوسيوثقافية في المجال الأمازيغي؛

  • الهجرة وانعكاساتها اللسانية: الحالة الأمازيغية؛

  • الهجرة والإبداع الأدبي الأمازيغي؛

  • الهجرة في السينما والفن.

وقد تمكن المشاركون في أشغال اللقاء من تقديم الكثير من المعطيات العلمية و الأبحاث القيمة كما لامسوا العديد من الإشكاليات ذات الصلة بظاهرة الهجرة، وكانت مناسبة لإثارة نقاش رصين وعميق أعقب العروض المقدّمة في الجلسات.

 

و قد خلّف الملتقى أصداء طيبة، بالنظر لحصيلة أشغاله وللحضور النوعي الذي استقطبه من الباحثين و الطلبة، حيث حضر هذه الندوة بالإضافة إلى السيد ادريس أزضوض مدير مركز الدراسات الأدبية والفنية والإنتاج السمعي البصري، الأستاذ محمد أيت حمزة مدير مركز الدراسات التاريخية والبيئية، وعدد من الباحثين والمهتمين من مختلف مناطق المغرب، وعدد من طلبة الكلية المتعددة التخصصات، إضافة إلى باحثين من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

 

وقد تمخضت أشغال الندوة عن مجموعة من التوصيات منها: التفكير في إنشاء متحف وطني حول الهجرة الأمازيغية، وكذا مجلة تعنى بشؤون الهجرة الأمازيغية، وإدماج تدريس اللغة الأمازيغية في الكلية المتعددة التخصصات، إضافة إلى إعداد بيبليوغرافيا خاصة بالثقافة الأمازيغية في مجال الهجرة وتشكيل بيوغرافيا لنماذج المهاجرين الأمازيغ.