لقـاء بـين رئيس مجـلس المـستشارين وبعـثة من المعهد الملكي للثقافـة الأمازيغـية

في إطار انفتاح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على المحيط المؤسسي، وفي سياق مواصلة المهام المنوطة به في مجال التعاون مع السلطات الحكومية والهيئات والقطاعات المعنية بالشأن الأمازيغي، وخاصة منها المؤسسات التشريعية، انعقد يوم الأربعاء 9 مارس 2011، بمقر البرلمان، لقاء تواصلي بين السيد رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، ووفد من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتكون من عميد المعهد، والأمين العام، وأعضاء من لجنة العلاقات العامة بمجلس إدارة المعهد.

ويأتي هذا اللقاء بطلب من عمادة المعهد بغاية التواصل مع  هيئة مجلس المستشارين في ما يمكن القيام به من تدابير على مستوى اختصاص المجلس من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية على مختلف الأصعدة.

وقد عبّر السيد رئيس مجلس المستشارين عن تثمينه لهذا اللقاء مؤكّداَ على انفتاح الجهاز التشريعي على المؤسسات عامة، وعلى تلك المهتمّة بالشأن الثقافي، وذلك بهدف تعميق الحوار البناء والتشاور المثمر من أجل تعزيز مسلسل الإصلاحات والأوراش التنموية والديمقراطية التي فتحها المغرب، وكذا لتعزيز المكاسب في مجال حقوق الإنسان. واعتبر أن عمل مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يدخل في سياق المنجزات المؤسساتية في مجال تحقيق الديمقراطية والتنمية والمواطنة الحقّة، في إطار منظور منفتح للجهوية.

وفي عرضه، وبعد تثمينه لهذا اللقاء التواصلي، قدّم عميد المعهد نبذة عن المؤسسة، ومهامها، ومنجزاتها في مجالات اختصاصها، وما تم تحقيقه على المستوى المؤسسي وعلى مستوى التشارك بينها وبين القطاعات الحكومية المعنية بالشأن الأمازيغي، خاصة في ميدان التعليم، والإعلام، والثقافة والشأن المحلّي والجهوي. كما أفاد ببعض الإكراهات الموضوعية ومقترحات تجاوزها بتضافر جهود جميع الفـرقاء.

وبهذا الصدد، أكّد على الإشكالات التي تستدعي إسهام المؤسسة التشريعية في تخطيها، ومنها العمل على الإدراج الأمثل للأمازيغية في مختلف مناحي الحياة العامة، والسعي في توفير الحماية القانونية الضرورية للأمازيغية لاعتبارها عنصرا من عناصر تماسك الشعب المغربي في إطار وحدة الأمة.

وتناول أعضاء وفد مجلس الإدارة جملة من القضايا ذات الصلة بالحقوق اللغوية والثقافية وضرورة حمايتها، وضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات في سائر القطاعات الحيويّة، وخاصة منها ما يهم ربط النهوض بالأمازيغية بمجالات التنمية البشرية، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في مشروع الجهويّة الموسّعة.

وفي تعقيبه، جدّد السيد رئيس مجلس المستشارين التأكيد على أهمية الثقافة الأمازيغية  ودور النهوض بها في تعزيز تماسك المجتمع المغربي القائم منذ قرون. كما أشار إلى  أن المجلس سيعمل على تحقيق ما يدخل في اختصاصاته التشريعية من المقترحات والانتظارات ولا سيما في مجال الحماية الدستورية للأمازيغية والتنمية المستدامة في علاقتها بالثقافة الأمازيغية في مختلف جهات المملكة، وذلك في سياق التصوّر الجديد للجهوية الموسّعة التي نادى بها صاحب الجلالة، وكذا في سياق التحوّلات الجديدة التي تعرفها بلادنا.