مهرجان الثقافة الأمازيغية الرابع يحتفي بالتعددية الثقافية والحداثة

 تميزت الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الأمازيغية التي  نظمتها جمعية فاس سايس ومؤسسة روح فاس بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والبنك المغربي للتجارة الخارجية ومركز جنوب شمال لحوار الثقافات ما بين ثالث و سادس  يوليوز 2008  بمدينة فاس تحت شعار '1200 سنة من وئام ووحدة الشعب المغربي'،  بتكريم الأستاذ أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لما أسداه من خدمات ومساهمات قيمة من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية.

وقد شكلت الندوة التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،  في موضوع ' تداخل الثقافة العربية والأمازيغية' مناسبة لإبراز الخصال الإنسانية والعلمية والمهنية لهذا المفكر الذي ذاع صيته داخل المغرب وخارجه، والذي نذر حياته لخدمة الثقافة الأمازيغية والنهوض بالإرث الحضاري الأمازيغي، وسيلته في ذلك ما راكمه من خبرة في القضايا المرتبطة باللغة، فضلا عن تجربته الطويلة كعضو في العديد من المؤسسات الوطنية والدولية.

وللأستاذ أحمد بوكوس مكانة مرموقة داخل الحقل الثقافي الأمازيغي، ولعل ذلك ما يعكسه مساره الأكاديمي المتميز، ولد بمنطقة لخصاص (عمالة تيزنيت) سنة 1946، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء. تلقى دراسته الإبتدائية بأكادير ودراسته الثانوية بمراكش. وتابع دراسته الجامعية بالرباط في تخصصات الآداب والتاريخ والبيداغوجيا، ما بين 1964 و1967، ثم انتقل إلى باريس لاستكمال تكوينه في كل من الإثنولوجيا واللسانيات، ما بين 1970 و1974. وهو حاصل على دكتواراه السلك الثالث في العلوم الاجتماعية من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا بباريس، سنة 1974 ، وعلى دكتوراه الدولة في اللسانيات، من جامعة باريس 8 ، سنة 1987 .

 

الأستاذ أحمد بوكوس عميد المعهد

 

 

مارس المحتفى به مهنة التدريس أستاذا للغة الفرنسية في عدد من المؤسسات الأكاديمية، من بينها المعهد العالي لعلوم الآثار والتراث بالرباط ( 1986 -1994 ) كما قام بالعديد من مأموريات البحث والتدريس في عدد من الجامعات ومراكز البحث بالدول الأجنبية، خاصة بكل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. ويعمل خبيرا مكلفا بقضايا اللغة والتربية …

ومن أعماله المنشورة:

  • اللغة والثقافة الشعبيتين بالمغرب، الدار البيضاء، دار الكتاب ، 1977 ( بالفرنسية)

  • الأمازيغية والسياسة اللغوية والثقافية بالمغرب، الرباط، مركز طارق بن زياد، 2003.

  • اللغات والثقافات في المغرب: رهانات رمزية.

  • اللسانيات الإجتماعية بالمغرب( إشراف)، باريس، السوربون، 1999 ( بالفرنسية)

  • الهيمنة والاختلاف. دراسة حول الرهانات الرمزية بالمغرب، الدار البيضاء، لوفينيك، 1999 (بالفرنسية)

  •  محو الأمية والتنمية المستدامة، واقع وآفاق، الرباط، منشورات كلية الآداب ( بتعاون مع فاطمة أكناو) (بالفرنسية).


وله عدد كبير من المقالات والدراسات حول اللغة والثقافة الامازيغيتين، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، نشرت بمجلات ودوريات وطنية ودولية.

ومن آراء الأستاذ أحمد بوكوس في مجال اللغة، تأكيده أن اللغة لا تعد أداة للتواصل فقط ولكنها تؤدي أيضا وظيفة سياسية، فأي لغة يمكن أن تستغل لفرض الهيمنة الرمزية، كما يمكن للتهميش الذي تعانيه أن يجسد التهميش الرمزي المسلط على مكون ما.

يذكر أن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الأمازيغية تضمنت فقرات متنوعة من عروض للفروسية وللأزياء الأمازيغية ورقصات وأهازيج ورقصات فولكلورية تكريما لفنانين أمازيغ أغنوا الساحة الفنية، أمثال مصطفى أمغيل (الأطلس المتوسط) وفاطمة تباعمرانت (سوس) ومحمد مبروك (الريف) والمغني الجزائري جمال علام، فضلا عن تنظيم معرض للكتاب ولمنتوجات الصناعة التقليدية والفن التشكيلي والزربية الأمازيغية...