ندوة دولية في موضوع: "من اللغة الأم إلى لغة المدرسة"

يشكل الاهتمام بتعليم وتعلم اللغات عموما، واللغة الأم أساسا، قضية جوهرية في منظومة التربية والتكوين. وتعتبر المسألة اللغوية من العوامل المحددة في تفسير ظاهرة الفشل التي تعرفها منظومة التربية والتكوين بالمغرب، كما يؤكد ذلك المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، حيث يشير في إحدى تقاريره إلى أن إشكالية تدريس اللغات و تعلمها يشكل إحدى القضايا الأفقية الأساسية للمنظومة التربوية، ذات الانعكاس المباشر على مردوديتها الداخلية و الخارجية. بل يذهب ذات التقرير إلى أكثر من هذا حيث يعتبر بأن" التحكم في الكفايات اللغوية وجودة تدريسها مسألة محورية لتحقيق تكافؤ  الفرص... و التنمية الشاملة بمختلف أبعادها و مستوياتها".

 

أما بالنسبة لتعلم اللغة الأم، فقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات أهميته قبل الشروع في تعلم اللغات الأجنبية. كما أكدت على أن قيام المدارس الدولية بوضع الأطفال في برامج الطفولة المبكرة دون دعم من اللغة الأم، يؤثر عليهم بشكل سلبي. وقد تبيّن من الأبحاث أن الأطفال الذين يتلقّون تعليمهم بلغتهم الأم تنمو لديهم المهارات والقدرات اللغوية، ويمهّد ذلك أمامهم الطريق لتعلّم لغات أجنبية أخرى فيما بعد، وهذا ما دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونسكو – إلى دعم تلقّي الأطفال تعليمهم الأساسي باللغة الأم، لكونها تُعزز لديهم الجانب المعرفي، على خلاف تلقيهم للتعلّم في مرحلة التعليم الأساسي بغير لغتهم الأم، بحيث يؤدي ذلك إلى إضعاف لغتهم وإتلاف ما يقارب ثلثها لديهم.

 

لهذه الاعتبارات مجتمعة، ينظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ندوة دولية في موضوع: "من اللغة الأم إلى لغة المدرسة" وذلك يومي 14 و15 نونبر 2016 بغرض تبادل الآراء والأفكار والخبرات حول تعليم اللغات الأم والتدريس بها ضمن مجال يتسم بالتعدد اللغوي. كما سيتم التناظر حول حالات لغوية شبيهة بوضعية اللغة الأمازيغية مع إيلاء هذه الأخيرة أهمية خاصة.

 

ومن المحاور التي ستحظى بالنقاش في هذه الندوة:

 
  • السياسة اللغوية في مجال التربية؛

  • تهيئة اللغة الأم في علاقتها بتدبير التنوع اللهجي؛

  • الهندسة البيداغوجية؛

  • المقاربات والمناهج الديداكتيكية؛

  • تكوين المدرسين؛

  • إعداد الوسائل البيداغوجية (الحوامل الورقية والرقمية)؛

  • تقويم المكتسبات المدرسية؛

  • تقويم المنظومات التربوية من خلال بعدها اللغوي.