بوكوس يستعرض النموذج المغربي لإخراج اللغة الأمازيغية من "الوضع الهامشي"

نموذج مغربي لإعادة إدماج الأمازيغية والسعي لإخراجها من وضع هامشي، قدمه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، أمام أكاديميين من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، الخميس، خلال ندوة “اختراع الكتابات وحالة السرد في اللغات الإفريقية”، التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية.

وقال أحمد بوكوس إن “التجربة المغربية” تقدم “نموذجا محليا إفريقيا له نتائجه التي في صالح لغة وثقافة في وضعية هشة”، ثم استدرك بأن “النجاح يحتاج وقتا طويلا، ولا يمكن أن نقول إن الأمازيغية تحتل مكانة مركزية الآن حتى في المغرب، بل نحتاج فاعلين، مع اختلاف مستويات انخراطهم. حققنا نتائج مثيرة للاهتمام، لكن ما تزال هناك كثيرٌ من المشاكل”.

وفي حديثه عن الأمازيغية أمام جمهور الأكاديميين، عرفها بوكوس بكونها لغة إفريقية لها حضور في شمال إفريقيا منذ 5000 سنة قبل ولادة المسيح، وأول أثر للكتابة بحرفها تيفيناغ يعود إلى الألفية الثانية قبل المسيح، وعاشت “لحظات مبهجة ولحظات ليست كذلك”، حيث “وضعت اللغة والثقافة والحرف الأمازيغي في إطار هامشي مع الاحتلال الروماني واحتلالات أخرى بعده”.

وتابع عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية: “هي لغة بشمال إفريقيا والساحل، تنتمي للغات الأفرو-آسيوية (…) قالت المندوبية السامية للتخطيط في إحصاء سنة 2014 إن عدد المتحدثين بها في المغرب 28 في المائة من مجموع الساكنة، وهي إحصاءات تُساءَلُ وتناقش، لأن المتخصصين يظنون أن المنهج المعتمد في الإحصاء ليس مثل المناهج الإحصائية المعتمدة في الدول الغربية.”

بوكوس استعار وصف “المفارقة الأمازيغية”، وشرحه بالقول إنها “صمدت لغة وثقافة؛ فقد تعايشت مع لغات حضارات كبرى، مثل الإغريقية واللاتينية والقبطية، وهذه اللغات الكبرى اختفت تقريبا، ولم يعد بعضها يعيش إلا كلغات قديمة، فيما الأمازيغية تستعمل من طرف المتحدثين بها”.

ثم أضاف: “منذ دستور 2011 والأمازيغية لغة رسمية للمغرب إلى جانب اللغة العربية (…) وتوجد اليوم في المغرب في وضع إدماج”، لكنه سجل الحاجة إلى إرادة سياسية ومؤسساتية متواصلة تجعلها تستفيد من “مساواة رمزية”.

ومن بين ما عرضه بوكوس أيضا أمام الأكاديميين، مسار العمل التعاوني بين التخصصات من أجل حرف تيفيناغ، واستعماله الحالي في التشوير العمومي، وفي التعليم، ثم علق: “نتوفر على صندوق للأدوات”، لكن استعماله بنجاح يتطلب إرادة سياسية متواصلة، ودعما لمراكز البحث متعددة التخصصات.

ومن بين ما تطرقت إليه محاضرة بوكوس، الوضع العالمي للغات الأكثر تداولا وما يسندها من قوة اقتصادية، واللغات المحلية وإحصاءات تراتبيتها الدولية، وإحصاءات وضعية اللغات الإفريقية، الذي لا يعكس “الحقيقة الإنسانية والأنثروبولوجية للغات داخل جماعاتها”.