المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفل بالسنة الأمازيغية الجديدة 2960

نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم الجمعة 15 يناير 2010 أمسية ثقافية وفنية بمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2960، التي توافق 13 يناير من كل سنة.

 

وقد افتتحت هاته الأمسية بكلمة عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد أحمد بوكوس الذي تحدث فيها عن مغزى الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة مشيرا إلى الأهمية التي يكتسيها احتفال المؤسسة بهذه المناسبة، والذي أصبح تقليدا سنوياً واضب المعهد على تكريسه.

وأوضح السيد العميد أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مؤسسة تهتم إلى جانب البحث العلمي بالعادات والتقاليد التي تٌتَداول في مختلف مناطق المغرب، معتبرا هذه المناسبة فرصة لتكريم حاملي هذه الثقافة وروادها نظرا لدورهم في إشعاع الثقافة الأمازيغية.

وأبرز السيد العميد أن مشاركة المؤسسة في هذا الاحتفال يعد مناسبة للتعريف بالتراث الأمازيغي للأجيال الصاعدة وتقوية أواصر هذه الأجيال بهذا التراث، والتعريف بما تحقق في مجال النهوض بالأمازيغية من إنجازات.

 

 

بعد ذلك تناولت الكلمة السيدة أمينة بن الشيخ عضوة بالمجلس الإداري للمعهد التي أشارت إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة يعد تكريسا للعادات والتقاليد التي تميز بلدان شمال إفريقيا والاحتفال بيناير وتلقينها للشباب والأطفال للتعريف بتاريخهم يعد من بين اللبنات الأساسية للتعريف بالموروث الثقافي المغربي. مبرزة الدور الأساسي الذي تلعبه المرأة الأمازيغية في الحفاظ على مثل هاته التقاليد . كما طالبت بجعل هذا اليوم عطلة رسمية لتجسيد هذه الهوية الأمازيغية على غرار أول يناير وأول محرم باعتبار أن الأمازيغية عنصر من عناصر الهوية المغربية ولجعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا .

 


وبدوره أبرز الأستاذ آيت باحسين الحسين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، منسق لجنة الأنشطة الثقافية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية مناسبة لاستحضار العادات والتقاليد في بعض جهات المملكة، كعملية تحضير الأطباق الخاصة بهذه الذكرى.  وأضاف السيد باحسين، الذي قدم خلال هذه الأمسية عرضا مصورا حول احتفاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بهذه الذكرى خلال سنوات 2007-2008-2009. واستعرض مختلف الإنجازات التي حققها المعهد في مجالات النشر والتعاون والشراكة، بصفته مؤسسة عمومية تعمل على النهوض بالثقافة الأمازيغية في مختلف تجلياتها.

 

 

وتم خلال هذه الأمسية،  تكريم عدد من الشعراء الأمازيغ، ويتعلق الأمر بكل من أحمد أهلال من آيت وراين (تاهلة) ( الريف)، وعلي عبوشي من إفران ( الأطلس المتوسط)، وأحمد بلاح من إمنتانوت (سوس)، ويحيى بوقدير إداوزدوت  (تارودانت) الذين تحدثوا خلال هذا اللقاء عن مسارهم الفني وكذا عن العادات والتقاليد التي تميز المناطق التي ينتمون إليها بمناسبة رأس السنة الأمازيغية (الناير).

 

 

وتميز هذا اللقاء، بتنظيم معرض تضمن مختلف منشورات وإصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مختلف المجالات المعرفية.
واختتمت هذه الأمسية الثقافية بعرض العديد من المأكولات والوجبات التقليدية المتعارف على إعدادها في وجبة "إمنسي"، احتفاء بالسنة الأمازيغية والتي تعكس أصالة الثقافة السائدة لدى العديد من سكان المناطق الأمازيغية المغربية في مجال فنون الطبخ، من قبيل "تاكَلا" و"أوركيمن" و"بركوكش" و"أملو" و " الكسكس بسبع خضار مع نوى التمر"  و"تاغيّاشت مع أضيل يوزغن" وغيرها من المأكولات التي يتم إعدادها تيمنا بسنة فلاحية مزدهرة.

 

 

واختتمت الأمسية بباقة من رقصات أحواش التي قدمتها فرقة معمورة برئاسة المايسترو آيت عيسى حسن. والتي نالت إعجاب الجمهور الحاضر الذي فاق عدده 200 .

يذكر أن السنة الأمازيغية أو التقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور وهو مبني على النظام الشمسي، ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية أي12 يناير ميلادية، ويعتبر يناير أو ينير (يعني الشهر الأول في اللغة الأمازيغية) أول الشهور في التقويم الأمازيغي، والاحتفال به هو تقليد قديم راسخ في شمال إفريقيا ترافقه مجموعة من العادات والتقاليد.  

 

                                                                                                                          خديجة عزيز