المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

احتفل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وذلك بتنظيم ندوة حول موضوع "الحقوق اللغوية والثقافية بالمغرب الوضعية والآفاق"يوم الجمعة  10 دجنبر 2010، بمشاركة كل من السادة محمد المنور عضو مجلس إدارة المعهد وعبد السلام خلفي باحث بالمعهد ومحمد ألحيان خبير في المجال الحقوقي وعبد الرحمان بلوش أستاذ اللغة الأمازيغية.

 

وقد ترأس أشغال هذه الندوة السيد أحمد بوكوس عميد المعهد المكي للثقافة الأمازيغية الذي عبر في كلمته بالمناسبة  عن اعتزازه بما تحقق من مكتسبات لصالح اللغة والثقافة الأمازيغيتن، مذكرا بخطاب العرش الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2001، وبالخطاب الملكي التاريخي بأجدير يوم 17 أكتوبر 2001، الذي شكل منعطفا حاسما أسس لسياسة لغوية وثقافية جديدة بالمغرب تعترف بتنوع الهوية الثقافية المغربية، وبتجذر الأمازيغية وعمقها التاريخي في الحضارة المغربية.

وأبرز السيد العميد المهام المنوطة بالمعهد والتي تتمثل أساسا في الحفاظ على اللغة الأمازيغية والنهوض بها وتعزيز مكانتها في كل المجالات مشيرا إلى أن "جبر الضرر الثقافي" المتمثل في إعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغيتين  يندرج ضمن المنظومة الشاملة لحقوق الإنسان.

 

 

وبدوره أعطى الأستاذ محمد المنور عضو مجلس إدارة المعهد خلال مداخلته التي كانت توطئة عامة  حول ثقافة حقوق الإنسان نظرة تاريخية حول المرجعية الدولية لهذه الحقوق والمرتكزات والمبادئ العامة  التي قامت عليها وكذا محدوديتها . وخلص الأستاذ المنور إلى أن المنظمات الدولية والوطنية والمجتمع قد لعبوا دورا أساسيا في بلورة هذه الحقوق مذكرا بالوضع الحالي وآفاق هذه الحقوق على الصعيد الوطني.

وفي مداخلته تناول الأستاذ عبد السلام خلفي موضوع الأمة الدولة وإشكالية الحقوق اللغوية والثقافية وتدبير التنوع في إطار الدولة المركزية، حيث توقف عند بعض تمظهراتها  عبر الحقب التاريخية.

وخلص الأستاذ خلفي  إلى أن أوربا منذ سنة 1945 أخذت تؤسس لثقافة حقوقية تعيد إدماج  كل الأقليات والإثنيات داخل مؤسسات الدولة والاعتراف لها بحقوقها، موضحا أن المغرب سعى إلى  تأسيس مرحلة جديدة في مجال حقوق الإنسان منذ تسعينيات القرن الماضي وخاصة بإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في سنة 2001 والمجلس الإستشاري لحقوق الإنسان وغيرهما من المؤسسات .

وفي كلمته، أبرز الأستاذ محمد ألحيان  العلاقة بين السياسي والحقوقي في الثقافة الأمازيغية، مبرزا دور الحركة الأمازيغية التي  قطعت أشواطا مهمة في المجال الحقوقي، ومذكرا أنه منذ تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تحققت مكاسب وإنجازات شتى في ميادين عديدة.

وفي عرضه أوضح الأستاذ عبد الرحمان بلوش أن  المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،  بفضل مساهمته الفعلية في إنجاز خطتي الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والخطة الوطنية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، استطاع أن يعزز مسلسل الدمقرطة والتحديث بالمغرب. كما أبرز أن الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية حظيت باهتمام المشروعين  المشار إليهما سواء على مستوى النقاش أو على مستوى صياغة التوصيات. وأوضح  أن المعهد يواكب كل مراحل الإعداد إلى جانب المؤسسات الوطنية والقطاعات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي توجد ضمنها جمعيات مهتمة بالشأن الأمازيغي.

 

صورة جماعية مع المحتفى به

 

 

وأضاف أن هذين المشروعين الوطنيين الذين يرومان تكريس دولة الحق والقانون يتوخيان النهوض بمكونات الثقافة الوطنية من منظور حقوق الإنسان بشكل عام، والنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين بصفة خاصة.

ويذكر أن المتدخلين خلال هذه الندوة أجمعوا  على كونية ثقافة ومبادئ حقوق الإنسان، التي عرفت تطورا وتراكما مهما انطلاقا من الجيل الأول لحقوق الإنسان الذي ركز على الحقوق السياسية والمدنية، ثم الجيل الثاني الذي ناضل من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ثم الجيل الثالث المتمثل في الحقوق البيئية والثقافية والتنموية، وأخيرا الجيل الرابع لهذه الحقوق الذي يركز على  الحق في السلام.

وقد  تميز هذا اللقاء، بحفل تكريم أقيم  في ختام أشغال الندوة، للمناضل الحقوقي السيد عبد القادر أمصري  الذي يشغل منصب رئيس قسم الموارد البشرية و الشؤون العامة و القانونية، بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على ما أسداه للأمازيغية .

وفي هذا الصدد استعرض  السيد الحسين المجاهد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة في عرضه تحت عنوان " شذرات من ذاكرة أمازيغية موشومة" نبذة عن حياة السيد عبد القادر أمصري ومساره المهني والنضالي الحقوقي إلى فترة التحاقه بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، منوها  ومن باب الإنصاف بفكرة تكريم العاملين بالمؤسسة.

 

 

في الصورة السيد عبد القادر أمصري

 

 

ومن جهته  عبر السيد عبد القادر أمصري في كلمته عن شكره العميق للمؤسسة على هذه الالتفاتة الطيبة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، معتبرا أن مبادرة  تكريم مناضل حقوقي من طرف مؤسسة عمومية التي وصفها "بالمبادرة الفريدة في تاريخ المغرب الحديث، تحمل أكثر من مغزى".

وباحتفال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالذكرى 62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يكون وفيَّا لمواعده مع الأيام الوطنية والدولية التي يقف فيها وقفة تأمل وحصيلة لما تحقق من مكتسبات تساهم في إنجاح انتقال بلدنا نحو الديمقراطية.

 

                                                                                                          خديجة عزيز