المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي باليوم الدولي للغة الأم

بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم، الذي يخلد هذه السنة تحت شعار'تكنولوجيات المعلومات والاتصال' وبهدف العمل على صون وتعزيز اللغات والتنوع اللغوي، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بمقره، بشراكة مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ، تظاهرة ثقافية يوم 23 فبراير 2011 .

وقد تميزت هذه التظاهرة، التي قدمت فقراته السيدة مفتاحة عامر، بحضور السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والسيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وسفراء من دول مختلفة وأعضاء من مجلس إدارة المعهد وباحثين من خارج وداخل المؤسسة وفعاليات ثقافية وجمعوية.

 

 

 

وبعد الكلمة الترحيبية للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التي ألقتها الطفلة هبة أمصري بالأمازيغية، وتضمنت الأهمية التي تكتسيها لغة الأم للفرد وللجماعات والشعوب، مبرزة دور المعهد في الحفاظ والنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين .

بعد ذلك تلا ممثل منظمة اليونسكو بالمغرب الكبير ومدير مكتبها بالرباط، السيد فليب كييو Philippe Quéau ، رسالة السيدة إيرينا بوكوفا مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة، التي أشارت فيها إلى أن كل لغة تُعد مصدراً فريداً للمعاني اللازمة لفهم الواقع والتعبير، وأن اليوم الدولي للّغة الأم هو فرصة للاعتراف بأهمية هذه اللغات ولتعبئة الدعم لتعدد اللغات والتنوع اللغوي. كما أكدت على أهمية تسخير قوة التقدم لحماية رؤى العالم المتنوعة ولتعزيز جميع مصادر المعارف وأشكال التعبير.

 

 

وتميزت هذه التظاهرة بتقديم قراءات شعرية من المغرب، بالأمازيغية والدارجة والعربية الفصحى والحسانية، ولمختلف البلدان، منها روسيا الاتحادية، وأذربيجان، ومن إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، إضافة إلى فقرات من أناشيد وحكايات باللغة الأم وعلى هامش هذه التظاهرة نُظم معرض للصور واللوحات الفنية والزي التقليدي ومنشورات المعهد وكتب مدرسية لمجموعة من البلدان المدعوة. 

يذكر أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية  دأب على الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم تبعا لمهامه المتمثلة أساسا في حماية اللغة الأمازيغية والنهوض بها، نظرا لرمزية هذا الحدث في التحسيس بأهمية النهوض بالتنوع اللغوي والثقافي ببلادنا.

ويجسد هذا التوجه، الذي دشنه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مقاربة جديدة وطموحة، تؤكد على أن العناية باللغات ببلادنا من شأنها أن توفر الأرضية المناسبة والمحفزة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، على اعتبار أن اللغات تضطلع بدور حيوي في هذه التنمية، وتساهم في بناء مجتمعات المعرفة الشاملة وحفظ التراث الثقافي.

 

 

وقد حضيت هذه التظاهرة بتغطية إعلامية مهمة وكانت فرصة لبعض المسؤولين للإدلاء بتصريحاتهم.
 وفي هذا الصدد اعتبر الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد الحسين المجاهد، أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم يعد مناسبة للاحتفاء بالتنوع اللغوي والثقافي على المستوى الكوني والوطني، وعلى اعتبار أن لغة الأم تعد رافدا أساسيا وناقلة للحضارة والثقافة في جميع أنحاء المعمور، مضيفا أن هذه المناسبة تشكل دعوة ورسالة للحفاظ على لغة الأم وتنميتها والعناية بها، وذلك بضمان إدراجها في التعليم والإعلام والإدارة وتأتي مهمة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في كون هذه المؤسسة، وتبعا لمهامها، تنخرط إلى جانب مؤسسات أخرى في مسلسل إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية والإعلامية.

 

 

وبدوره أكد السيد أمحمد صلو رئيس قسم التواصل بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن الاحتفاء باليوم الدولي ل'اللغة الأم' يأتي 'في سياق التذكير بأهمية حماية اللغة الأم، لما تضمنه من توازن نفسي للفرد وتقوية حضوره في المجتمع'.

 

 

وعن اللجنة المنظمة  أشار الأستاذ  امحمد البغدادي أن احتفال المعهد بمناسبة اليوم الدولي للغة يشكل بادرة مهمة في انفتاح اللغة والثقافة الأمازيغيتين على مختلف الثقافات واللغات  الأخرى، مبرزا الدور الذي تلعبه لغة الأم وخصوصا على مستوى إدماجها في تكنولوجيات الإعلام والاتصال  في التقريب بين مختلف الشعوب.

 

 

 

وأبرز الدكتور منور بوبكر، منسق الشؤون الثقافية والاتصالات باللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، أن اللجنة تسعى إلى دعم الأنشطة التي لها أبعاد ودلالات هادفة إلى صون الهوية والانفتاح على الحضارات والثقافات، وكذا الأنشطة التي تروم إشعاع اللغة الأمازيغية باعتبارها مكونا أساسيا في الثقافة المغربية.

 

 

 

 

 

                                                                                                                          خديجة عزيز