المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظم تظاهرة ثقافية احتفالا باليوم العالمي للغة الأم

بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، الذي يخلد هاته السنة2010 تحت شعار " تقارب الثقافات" نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشراكة مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) وكلية علوم التربية بالرباط وسفارة جمهورية بنغلاديش بالمغرب والمعهد العالي للسينما والسمعي البصري واللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة بالرباط، تظاهرة ثقافية وذلك يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010 .

وقد افتتحت هاته التظاهرة بكلمات ترحيبية احتفالا باللغة الأم الذي يصادف يوم 21 فبراير من كل سنة ببعض لغات العالم بعد ذلك تناول الكلمة السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي أبرز خلالها الدور الذي تلعبه اللغة الأم في تحقيق التوازن النفسي والرمزي والتربوي للفرد.

 

 

وأوضح السيد العميد أن الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم يكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى الدور الذي تلعبه في تربية الناشئة على مستوى تكوين شخصية الطفل وخصوصا في المدرسة حيث يعد التمكن من اللغة الأم اللبنة الأساسية التي تؤهل الطفل في التمكن من اللغات الأخرى.

كما أشار إلى أن الحفاظ على اللغة الأم، وتوظيفها في شتى المجالات سيمكن من الصمود أمام الاكتساح الذي تفرضه اللغات المهيمنة.

 

وبدوره أبرز سفير جمهورية البنغلاديش السيد  (MOUSSOUD MANNAN ) موسود منان أن كل المبادرات التي تعزز نشر اللغات الأم، تساهم بالإضافة إلى تشجيع التنوع اللغوي والتعددية اللغوية والتقاليد الثقافية عبر العالم تساهم في استلهام تضامن قائم على التسامح والحوار والتفاهم بين الشعوب.

 

وفي رسالة بعثت بها بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم أكدت بدورها المديرة العامة لليونسكو السيدة (Irina Bokova) إيرينا بوكوفا على أهمية القضايا المرتبطة بالتنوع والتعددية اللغوية، وأبرزت في الرسالة التي تلاها ممثل اليونسكو السيد (Filip Kio) فيليب كيو أنه " على مر السنين تحسن فهم الأدوار المتعددة والجوهرية التي تضطلع بها اللغات في النسيج التربوي والثقافي والاقتصادي لمجتمعاتنا"، مشيرة إلى أن التعددية اللغوية وتعلم اللغات الأجنبية والترجمة تشكل ثلاثة محاور استراتيجية لسياسات الغد اللغوية". وتوجهت بالمناسبة بنداء إلى المجتمع الدولي لكي تتبوأ اللغة الأم في كل محور من هاته المحاور الثلاثة المكانة التي تليق بها في ظل الاحترام المتبادل والتسامح اللذين يمهدان الطريق للسلام.

 

وفي كلمتها أشارت الكاتبة العامة للجنة الوطنية المغربية لليونسكو السيدة ثريا ماجدولين، إلى أن الانتماء للغة الأم يعد انتماءََا للعالم المتعدد معتبرة أنه "علينا أن ننظر إلى مسألة اختلاف اللغات الأم باعتبارها مكسبا نعتز به ونعمل على المحافظة عليه وتطويره" وأوضحت أن الاختلاف ينعكس بصفة إيجابية على تطور تراثنا، بإغنائه والإضافة إليه، لبناء هوية توحد تعددنا في عالم يتسع للجميع"، مضيفة أن " المجتمع الذي لا يهتم بلغته الأم، إنما يجازف بكيانه ووجوده وإمكانية استمراريته".

يذكر أن برنامج التظاهرة تضمن قراءات شعرية لمبدعين من مختلف دول العالم بلغاتهم الأم ويتعلق الأمر بكل من المغرب ( بالتعابير الثلاثة للأمازيغية تاشلحيت و تامازيغت وتاريفيت ) بالإضافة إلى الدارجة المغربية والعربية والفصحى والحسانية ولغات أخرى ) كما تم تقديم قراءات من بنغلاديش وأفغانستان وجزر القمرو إسبانيا وفرنسا وغينيا بيساو وجزر موريس وكينيا ومدعشقر ومنغوليا، وساو تومي والسينغال والسودان والطوغو.

كما تخللت التظاهرة فقرات ومقاطع موسيقية لفرقة الأكاف، واختتمت فعاليات التظاهرة بعرض مسرحية " النحلة المناضلة" باللغة الأمازيغية للبراعم الصغار من مدرسة السمارة الابتدائية بالرباط.