الأمازيغية في المعرض الدولي للكتاب

تميز المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء لهذه السنة (من 10 فبراير 2005 إلى 20 منه)، بحضور متميز للكتاب الأمازيغي. فقد شارك من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية برواق شهد إقبال الزوار من مختلف الفئات العمرية وبتعدد الآفاق. كما تميز المعرض كذلك بمشاركة مركز طارق بن زياد برواق تضمن أهم ما راكمه من إصدارات. وحضرت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بمنشوراتها وخصوصا منها الجديدة.

 

وقد نظم المعهد على هامش هذه المشاركة مائدة مستديرة حول موضوع "دور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في النهوض بالأمازيغية"، وذلك مساء يوم 16 فبراير 2005.

 

وقد شكلت الندوة التي أشرف على تنسيق مداخلاتها الأستاذ الجيلالي السايب، مدير مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل، فرصة لاستعراض إصدارات المعهد التي فاقت العشرين إصدارا، دون احتساب الكتب المدرسية وغطت تقريبا مختلف اهتمامات واختصاصات هذه المؤسسة.

   

وفي هذا الإطار، أكد الأستاذ السايب، في عرضه التقديمي الذي قدم فيه بعض العناصر الأساسية لاستراتيجية المركز الذي يديره (وبالتالي المعهد) في مجال النشر، أن إصدارات المعهد قد غطت تقريبا كل المجالات وأن استراتيجية المعهد في هذا المجال ترمي إلى التعريف بالمؤسسة والمساهمة في نشر المعارف والمعلومات المرتبطة باللغة والثقافة الأمازيغيتين وتشجيع ودعم الإنتاج العلمي والأدبي والفني والموسيقي عن الأمازيغية وبالأمازيغية وإعادة طبع المؤلفات القديمة التي تعالج مواضيع لها ارتباط بالأمازيغية. وأنهى عرضه بتقديم بواسطة "الديابوراما" للائحة الإصدارات، تاركا المجال للمشاركين في المائدة لإعطاء التفاصيل والإضاحات اللازمة.

 

وهكذا، فقد تطرق الحسين أسكان، الباحث بمركز الدراسات التاريخية والبيئية، إلى سلسلة إصدارات المركز الذي يشتغل فيه. كما ناقش أهمية الكتاب التاريخي في تعزيز مكانة الأمازيغية، مشيرا إلى النقص الحاصل في هذا الجانب بسبب سيادة نظرة أحادية قطع معها خطاب أجدير التاريخي.

   

ومن جهته، ركز محمد ألحيان، الباحث بمركز الدراسات الأنتربولوجية والسوسيولوجية، على القيمة التي تكتسيها الدراسات التي تدخل في هذا الإختصاص نظرا لما توفره من إمكانيات لدراسة المجتمع وخصوصياته وتراثه المادي وغير المادي وتحولاته، مذكرا بما حققه المركز الذي يعمل فيه طبقا لهذا التوجه. وذكر ببعض إصدارات المركز والمؤلفات التي ينوي إصدارها والتي هي قيد الطبع.

 

وتناولت مداخلة مفتاحة عامر، الباحثة بمركز الدراسات اللغوية، على الإستراتيجية التي اعتمدها المعهد في مجال معيرة الأمازيغية، مع التركيز على قناعة التدرج لتحقيق هذا المبتغى. كما ذكرت بالأعمال والدراسات التي راكمها المعهد حول اللغة الأمازيغية في مختلف بنياتها الصرفية والتركيبية والمعجمية والإملائية. وفي هذا الصدد، أشارت الباحثة إلى كتاب "مدخل إلى اللغة الأمازيغية"(وهو بالفرنسية) وما يقدمه من معطيات ومعلومات ودروس لعامة المهتمين الذين يرغبون في اكتساب الأمازيغية.

   

في حين ركزت مداخلة امحمد البغدادي على إنجازات مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية وخصوصا في ما يتعلق بالإصدارات المواكبة لقرار إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية (كتب مدرسية، حوامل ديداكتيكية). كما تطرق إلى ما حققه المعهد في مجال تكوين المؤطرين والمدرسين المشرفين على تدريس الأمازيغية. وختم تدخله بعرض "بانورامي" يبين حماس التلاميذ (الناطقين بالعربية من ناحية فاس) والذين يدرسون الأمازيغية.

 

ومن جانب آخر، تطرق عزيز كيش، الباحث بمركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية، إلى أهمية الفنون والآداب في الحفاظ على الأمازيغية وتجاوز مشكل الشفاهة الذي يعرضها للإتلاف والضياع. وذكر في هذا الصدد بالمجهودات التي يبذلها المركز الذي يشتغل فيه، كما أشار إلى مشروع إعداد بنك للمعطيات حول الآداب الأمازيغية التقليدية وكذا إعداد أنطولوجيات في كافة الأجناس الأدبية بغرض حمايتها والتعريف بها.

   

وعالجت مداخلة محمد الولي، الباحث في مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل، ما تكتسيه الترجمة من وإلى الأمازيغية من أهمية ضمانا لإشعاع الأمازيغية من جهة ومساهمة في مجهود إغنائها من جهة أخرى. وقد شدد الباحث محمد الولي على دور الترجمة في تطور اللغات معتبرا أن الترجمة بالنسبة للأمازيغية ضرورة ملحة لتطويرها وازدهارها وانخراطها في الثقافة العالمية.

 

وتدارست مداخلة يوسف أكنكاو، الباحث بمركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال، منجزات هذا المركز لتوفير كل الظروف التقنية الضرورية لإدماج فعال للأمازيغية في تكنولوجيات الإعلام والاتصال. كما أوضح أن المركز مقدم على إصدار العديد من الحوامل التي تغني هذا التوجه وتدعمه في شكل كتيبات. وأضاف أن المركز سيعمل على إصدار وقائع الندوات واللقاءات التي نظمها.

 

وقد شكلت المداخلات أرضية لنقاش بناء تطرق، بتساؤلات ومداخلات مكملة، لمختلف جوانب موضوع الندوة، خصوصا وأن الندوة حضرها جمهور واسع جزءه العريض من الفعاليات الجمعوية الأمازيغية.