خمسة وخمسون سنة من التثمين.. باحثون يناقشون واقع الثقافة واللغة الأمازيغية بالمغرب

استعرض المشاركون في ندوة نظمت بالرباط حول موضوع تثمين الثقافة واللغة الأمازيغية، واقع هذه الأخيرة بالمغرب، مؤكدين على ضرورة تظافر الجهود من أجل مواجهة التحديات المطروحة أمام إدماج الأمازيغية في مختلف الميادين.

وخصصت الندوة، التي نظمتها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، على هامش أشغال الدورة الـ 17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، تحت عنوان "55 سنة من تثمين الثقافة واللغة الأمازيغية بالمغرب: من الشفوية القروية إلى التنمية الدولية"، للحديث عن دور الفاعلين الجمعويين والمؤسساتيين في النهوض بواقع الثقافة الأمازيغية.

وأكد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، السيد الحسين المجاهد أن تأسيس المعهد كان "الخطوة الأولى نحو مأسسة الثقافة الأمازيغية، والذي وضعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت رعايته السامية ليتولى مهمة النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية".

واستعرض السيد المجاهد مجموع الإجراءات التي قام ولا زال يقوم بها المعهد في هذا الجانب، مؤكدا أن "الإدماج والترويج الفعال للثقافة الأمازيغية يحتاج لمجموعة من الآليات، وهو مسؤولية الجميع، سواء العمل المؤسسي في إطار مراكز المعهد والبحث العلمي، أو التعاون مع الشركاء، وعلى رأسهم الشركاء الحكوميون والمجتمع المدني".

وشدد السيد المجاهد على أن المعهد شريك يتفاعل ويواكب جميع المبادرات الرامية إلى النهوض بالثقافة الأمازيغية، مشيرا إلى أنه يهدف من خلال برنامج عمله، وبتعاون مع مجموعة من الشركاء إلى تعزيز إدماج اللغة الأمازيغية في التعليم، الإعلام، وغيرها من المجالات.

وأكد السيد المجاهد أن "المغرب حقق مجموعة من الإنجازات، لكن في نفس الوقت هناك تعثرات، لا زلنا لم نصل بعد للمستوى المنشود"، مضيفا : "ورش التعميم يحتاج لتوحيد الجهود مع جميع الفاعلين، والرهان الأكبر هو تكوين موارد بشرية فاعلة ومنتجة في مختلف القطاعات من تعليم، قضاء، إعلام وغيرها".

من جانبه تحدث الباحث في الثقافة الأمازيغية الأستاذ الحسين أيت باحسين، عن دور المجتمع المدني في تعزيز وحماية التراث الثقافي الأمازيغي، من خلال عرض تجربة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي.

وأوضح الأستاذ أيت باحسين في تصريح لموقع القناة الثانية أن "المجتمع المدني والحركة الثقافية الأمازيغية والجمعيات كانت تركز في البداية على تقديم مطالب تتعلق أساسا بإدماج اللغة الأم، سواء في التعليم أو في علاقة الأفراد بالمؤسسات، وكان أول شعار يرفع هو أن الوحدة في التنوع والاعتراف بالأمازيغية كمكون من مكونات الثقافة المغربية".

وأشار الأستاذ آيت باحسين إلى أن المغرب حقق مجموعة من المكاسب وعلى رأسها الاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية في المغرب "لكن لازالت مجموعة من المطالب التي تحتاج للنظر فيها، خاصة أن تجد اللغة طريقها إلى الكتابة من أجل الحفاظ عليها من الاندثار".