المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفل بالسنة الأمازيغية الجديدة 2971

innayer

منذ إنشائه، يحتفل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالسنة الأمازيغية الجديدة 2971 في سياق استثنائي على كافة الأصعدة. إذْ كان لظهور فيروس كورونا وتفشيه في جميع بقاع العالم وقعٌ كبيرٌ على السير العادي للحياة الفردية والجماعية على المستويين الوطني والدولي، مما أدى إلى بروز تحولات عميقة طالت مناحي الحياة الإنسانية، أتت بتساؤلات معقدة حول طبيعة العلاقات البشرية وتشكلاتها الجديدة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة والجارفة.

 

 

وإذا كان كنْه الاحتفاء بالسنة الأمازيغية مرتبطاً في أصله بإذكاء قيم التآزر والتضامن والتآخي وتظافر الجهود من أجل الاستعداد للسنة الجديدة، فإن الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2971، في هذه الظروف الاستثنائية، يكتسي فعلا طابعاً خاصاً ومتميّزًا؛ فهو مناسبة كبرى لإبراز إحدى مقومات المجتمعات الأمازيغية، كالتضامن الجماعي الذي تختزلُه قيم "تاويزا"، كما نعقد من خلاله آمالنا وطموحاتنا من أجل موفور الصحة والطمأنينة والسلام للجميع. وكان هذا أساس اختيارنا لشعار هذه السنة: يناير 2971: جميعا من أجل الصحة والطمأنينة والسلام

 

إن احتفاءنا بالسنة الأمازيغية الجديدة 2971، في هذا السياق المحلي والدولي العصيب، ينم عن رغبتنا الأكيدة في ردّ الاعتبار لقيم التضامن والتآزر والتماسك، باعتبارها قيماً مركزية في الثقافة الأمازيغية، أضحت الحاجة إليها ملحة أكثر من أي وقت مضى. وقد شاهدنا كيف لعبت هذه القيم الفضلى دوراً محورياً في رأب بعض الصدوع الاجتماعية التي خلّفتها الجائحة، ليس فقط في المغرب، ولكن في كل بقاع العالم.

 

لقد مثّل ئيض ن يناير، السنة الأمازيغية، دوما فرصة للاحتفاء بالذات الجمعية الخلاقة في المجالات الأمازيغية. كما كان نبراساً لتجديد ترسيخ الإيمان بما لِقِيَم التضامن من دور في تحقيق الأفضل، وهو كذلك مناسبة لاستحضار تجارب ونجاحات وإخفاقات الماضي واستلهام عِبَرِها في استقبال التطلعات والآمال الفردية والجماعية في تحقيق مزيد من الرفاهية والعيش الرغيد والمطمئن.

 

وفي سياق الترسيم الدستوري للغة الأمازيغية، أملنا أن يتم الاعتراف برأس السنة الأمازيغية كمناسبة رسمية واعتبارها عيدا وطنيا، كسائر المناسبات الوطنية الأخرى.