نص الكلمة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله

 بمناسبة تعيينه أعضاء مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
يوم الخميس 15 ربيع الثاني 1423 الموافق 27 يونيو 2002

 

الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه

 

حضرات السيدات والسادة

 

إنه لمن دواعي اعتزازنا أن نقوم في هذا اللقاء المبارك بتنصيب مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وقد حرصنا شخصيا على إرساء هياكل هاته المؤسسة التي نريد منها أن تنهض بمهامها التربوية والثقافية والحضارية الجليلة على أكمل وجه من خلال عملها على الحفاظ على ثقافتنا الأمازيغية وتعزيز مكانتها في المجالات الثقافية والإعلامية والتربوية بوصفها ثروة وطنية ومبعث افتخار لجميع المغاربة.

وإنها لمناسبة سانحة للتذكير بما أوضحناه في خطاب العرش الأخير الذي أعلنا فيه عن إحداث هذا المعهد من كون هذه المبادرة التاريخية بقدر ما تنبع من حرصنا على تقوية دعائم هويتنا العريقة المتميزة بتعدد روافدها ووحدة مقوماتها المرتكزة والمتجلية في قيم الإسلام والوحدة الوطنية الراسخة والالتحام الوثيق والمستمر بين العرش والشعب فإنها تندرج كذلك في إطار ما يحضى به النهوض بالأمازيغية كمكون أساسي لثقافتنا الوطنية من عناية خاصة في إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداتي.

وإن حرصنا على إشراك ممثلي مختلف مكونات الأمة وقواها الحية في الحفل الميمون الذي أقمناه في أجدير بإقليم خنيفرة بمناسبة وضع طابعنا الشريف على الظهير المحدث والمنظم للمعهد لهو تجسيد لاقتناعنا بأن الأمازيغية التي تمتد جذورها في أعماق تاريخ الشعب المغربي هي ملك لكل المغاربة بدون استثناء ومن ثم لا يمكن توظيفها لخدمة أغراض سياسية كيفما كان نوعها أو توجهها. وإننا لعلى يقين بأن الكفاية الفكرية والوعي بالطابع التعددي لثقافتنا المغربية والوطنية الصادقة والخصال الحميدة التي تتحلون بها والتي ستجسدونها في حسن إدارة المعهد والنهوض الناجح بالمهام المنوطة به لمن شأن ذلك كله أن يؤهلكم بمساعدتنا بالمشورة السديدة منتظرين منكم أن تسهروا باستمرار على جعل هذه المؤسسة إطارا منفتحا يقوم على الحوار الجاد واحترام الحق في الاختلاف والعناية الموصولة بمجمل تراثنا الثقافي مع الاستفادة من كل الآراء والمبادرات الهادفة إلى النهوض بالثقافة الأمازيغية وضمان انتشارها وإشعاعها في انسجام تام مع صيانة مقومات هويتنا المغربية العريقة الموحدة حول قيمها المقدسة والثابتة. وفقكم الله وسدد خطاكم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.