المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفل باليوم العالمي للغة الأم

بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، الذي يخلد هذه السنة  تحت شعار ' الكتب من أجل تعليم اللغة الأم'، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بتعاون مع مكتب اليونسكو بالرباط  ووزارة التربية الوطنية، ووزارة الثقافة، وكلية علوم التربية، ندوة علمية وأنشطة ثقافية، يوم الخميس 21 فبراير 2013.

وفي كلمته الافتتاحية أوضح الأستاذ أحمد بوكوس، عميد المعهد، أن الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم يكتسي أهمية كبرى، وأن مشاركة أطفال من مدرسة باب تامسنا ومدرسة المسيرة بنيابة الرباط وطلبة ينتمون إلى بلدان مختلفة، مؤشر على الاهتمام الذي يوليه المعهد للتنوع الثقافي واللغوي. كما أن توقيع المملكة المغربية على المعاهدة  الدولية حول التنوع اللغوي والثقافي لدليل راسخ على تبني سياسة تروم تقوية لغة الأم وإدماجها في السياسات العمومية والبرامج التعليمية في ضوء ما جاء به الدستور الجديد للمملكة، الذي أقر الطابع الرسمي للغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية. وأضاف أن لغة الأم تؤدي وظيفة مهمة كونها أداة لفهم العلاقات البشرية ولتمرير مجموعة من القيم الإنسانية في المجتمعات من جيل إلى آخر.

 

 

 

وأجمع المشاركون على أن الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، يعد وعيا بأهمية حماية وترقية التعدد اللغوي والثقافي للشعوب، على اعتبار أن هذا التعدد اللسني وتجلياته الفكرية والإبداعية يشكل كنزا حضاريا مشتركا وطاقة متجددة للتعاون والتعايش والتثاقف والتقارب بين المجتمعات، وأكدوا على ضرورة الاهتمام بلغة الأم، وخصوصا في الجانب المعرفي والتربوي مما يعزّز التنوع اللغوي والثقافي ويوطد  الهوية الثقافية لدى الجماعات والأفراد، الشيء الذي يحقق  شروط الإندماج الاجتماعي.

وأشارت المديرة العامة لليونسكو، السيدة 'إيرينا بوكوفا'، في رسالتها التي تلاها السيد محمد ولد الخطار، ممثل اليونسكو بالمغرب، بهذه المناسبة إلى أن اليوم العالمي للغة الأم، 'يمثل فرصة متميزة لإبراز أهمية اللغات بالنسبة إلى هوية الجماعات والأفراد، وإلى الأسس التي تقوم عليها كل حياة  اجتماعية  واقتصادية وثقافية'.

 وأشارت في نفس الرسالة، إلى ' أن تعدد اللغات يمثل مصدر قوة وخير للبشرية، ويجسد تمازج وجهات النظر، وتجدد الأفكار' وتفاعلها.  وأوضحت  السيدة بوكوفا أن اليونسكو اختارت هذه السنة استكشاف روابط الوحدة بين اللغة والكتاب. ' فالكتب قوة دافعة نحو تحقيق السلام، والتنمية ينبغي أن توضع بين يد جميع البشر. كما أنها أدوات أساسية للتعبير تسهم في إثراء اللغات، مع الحفاظ على آثار تطور اللغات على مر الزمن '.

 

 

 

 

 

 

 

ودعت في نفس السياق إلى تذكير الجهات الرئيسية المعنية بالتعليم بأن دعم التعليم باللغة الأم يستلزم دعم إنتاج الكتب باللغات المحلية  وذلك اعترافا بأهمية التنوع اللغوي والثقافي .

وقد تضمنت فقرات هذا الحفل مداخلات أكاديمية حول: اللغة الأمازيغية: المعيرة والتدريس، والأمازيغية والموروث اللامادي، بالإضافة إلى أناشيد للأطفال ومسرحية بالأمازيغية، وعرض لرسوم فنية من إنجاز مجموعة من تلاميذ المدارس، ثم قراءات شعرية بمختلف لغات العالم، وأقيم على هامش اللقاء معرض لمنشورات المعهد.

 

                                                                                                                       خديجة عزيز