تقديم كتاب التعدية وبناء الفعل في تاريفيت تحليل لبعض علاقات التبعية المعجمية والتركيبية

احتضن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم 26 دجنبر 2007 حفل تقديم كتاب 'التعدية وبناء الفعل في تاريفيت تحليل لبعض علاقات التبعية المعجمية والتركيبية' لمؤلفه الراحل قاضي قدور.

 

واعتبر السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في كلمة خلال حفل التقديم  'أن هذا اللقاء  الذي حضره أفراد من أسرة الراحل ( ابنيه أنس وليلى  والسيدة سعاد ركَالة) مناسبة لتكريم الراحل قاضي قدور وإبراز مساهماته في تطوير اللغة الأمازيغية'  مشيرا إلى  أن إدماج الثقافة الأمازيغية يتم بشكل تدريجي، خاصة في المنظومة التعليمية. حيث باتت تدرس الآن بالمستوى الخامس من التعليم الأساسي، موضحا أنه تم إحداث شعب للغة الأمازيغية على مستوى الجامعات المغربية.

 

الجلسة الافتتاحية

 

وأضاف أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تكريما للراحل القاضي قدور، سعى إلى تخصيص مخزون لمؤلفات هذا العلَم الثقافي الأمازيغي الذي له إسهامات متميزة في النشاط الثقافي الأكاديمي بالمغرب والخارج، وكذا في العمل الجمعوي الهادف إلى النهوض بالأمازيغية.

 

وبعد كلمة السيد العميد نوهت السيدة عائشة بوحجر، مديرة مركز التهيئة اللغوية بالخصال الحميدة للراحل، وكذا بإسهاماته الأدبية والعلمية في سبيل الثقافة الأمازيغية.

 

وقُدمت عروض قيمة حول إسهامات الفقيد من قبيل: ' الأمازيغية في البحث اللساني المعاصر: إسهام الفقيد قاضي قدور' للأستاذ الحسين المجاهد، و 'بناء الفعل والأفعال الوسيطة ( بالفرنسية) للأستاذ محيي الدين بلخضر.

 

وتناول الأستاذ عبد العلي سبيعة موضوع 'اللسانيات بين الأمثلة النظرية والتجريبية: قاضي قدور نموذجا. ومن جهتها، ساهمت الأستاذة فاطمة بوخريص الباحثة بنفس المركز بتقديم الكتاب باللغة الفرنسية.

مخزون الراحل' قاضي قدور'
ضمن رفوف مكتبة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

 

 وكانت أسرة الراحل قد تفضلت في سنة 2003 بإهداء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية خزانة المرحوم، لتكون أول مجموعة لشخصية ثقافية بمكتبة المعهد. وتضم حوالي 300  وثيقة ومرجع من بينها كتب، وأطروحات، وأبحاث وغيرها.

 

يذكر أن كتاب 'التعدية وبناء الفعل في تاريفيت: تحليل بعض علاقات التبعية المعجمية والتركيبية' يدخل في سياق البحوث الأكاديمية حول اللغة الأمازيغية، خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. ويعد هذا العمل من الإسهامات الكيفية والمتميزة في إثراء الدراسات اللغوية الأمازيغية وتطويرها.

 

فبالإضافة إلى كونه يتضمن مقاربة لسانية توليدية لظواهر لغوية شائكة في الأمازيغية، ذات صلة بنظام الفعل وصرافته وتركيبه، مثل الجهة والتعدية والبناء للمجهول وغيرها، فإنه يجلي عناصر الوحدة بين فروع الأمازيغية في بنياتها الصرفية والتركيبية والمعجمية.

 

واختتم الحفل بتقديم شهادات مأثرة في حق هذا المناضل الأمازيغي وتوج بتدشين 'مكتبة مخزون قاضي قدور' من طرف نجلته ليلى قاضي قدور الطفلة ذات الأربع عشر سنة.

 

والراحل قاضي قدور من مواليد أيت سيدار ( بن سيدال) بالريف سنة 1952، عمل أستاذا باحثا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس–ظهر المهراز في الفترة الممتدة بين 1977 و1995.  حصل على دكتوراه السلك الثالث بجامعة باريس، السوربون الجديدة، سنة 1981، ثم دكتوراه الدولة بنفس الجامعة سنة 1990، ترأس شعبة اللغة الفرنسية وآدابها ببين سنتي 1990 و1992 .

 

أشرف الراحل على عدة بحوث وأطروحات جامعية التي كانت مواضيعها حول اللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية. إلى أن توفي رحمه الله سنة 1995 .