المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي بالمرأة في يومها العالمي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم الخميس 13 مارس 2008 حفلا متميزا تكريما للمرأة وما قدمته من خدمات للثقافة المغربية.

 

وفي كلمته الافتتاحية قال السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن هذا الاحتفاء يعد تكريما للمرأة المغربية على العموم، و للمرأة الأمازيغية على الخصوص، نظرا لدورها الفعال في الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي. معتبرا أن المرأة الأمازيغية قدمت الكثير للثقافة واللغة الأمازيغيتين.

 

وشدد السيد العميد على أهمية إبراز القدرات الفنية والإبداعية والعلمية للمرأة الأمازيغية، التي تساهم بشكل فعال في النمو الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمغرب.

 

وفي كلمتهن، أجمعت السيدات: عائشة ألحيان و عائشة بوحجار وخديجة عزيز على أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يولي أهمية كبرى للعنصر البشري، بما فيه المرأة، التي احتلت مكانة مهمة في البحث العلمي وأوضحن أن المرأة الأمازيغية والمغربية عموما في حاجة إلى دعم معنوي أكثر منه مادي. كما أشرن إلى أن المعهد سبق أن نظم لقاءات علمية تهم قضايا المرأة الأمازيغية.

 

وأكدت المتدخلات على أن المرأة الأمازيغية أصبحت ذاتا منتجة وفاعلة في المجتمع المغربي، معتبرات أن احتفال المعهد باليوم العالمي للمرأة، وهو التقليد الذي دأب عليه منذ سنة 2004، مناسبة للتأمل ولتقييم المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في جميع المجالات، وكذا لطرح الإشكاليات التي ما زالت تعيق مسيرتها، مبرزات دور المرأة الأمازيغية في إغناء الثقافة المغربية عموما، والأمازيغية بصفة خاصة، وكذا مجالات اشتغال المرأة القروية مثل الخزف والأركَان والزربية... .

 

كما تطرقت المتدخلات كذلك إلى ولوج المرأة المغربية ميدان البحث العلمي والأكاديمي والذي بدأت بوادره الأولى منذ تأسيس جامعة محمد الخامس بالرباط، وظهور جيل جديد من النساء الأمازيغيات اللواتي يشتغلن في هذا المجال.

 

كما أبرزن الدور العظيم و التأسيسي الذي لعبته المرأة عبر مراحل التاريخ البشري، و في كل الحضارات التي عرفت ازدهارا وخلفت آثارا مجيدة تفصح عن المكانة التي احتلّتها في كل المراحل المضيئة، واعتبرن أن فترات الازدهار التي عرفتها الحضارات كانت المرأة في مركز الفعل و الإنتاج، في حين أن فترة اضمحلال و سقوط كانت المرأة في وضعية مهينة و محاصرة، مما يدلّ على أنّ تطور الوضعية الإنسانية مدين بالكثير للمرأة بجانب الرجل، وأضفن أن المرأة الأمازيغية ظلت من أهم العوامل التي حافظت على اللغة و الثقافة و الهوية الأمازيغية، حيث كانت خير ناقل للتراث و القيم الثقافية من جيل إلى جيل، و مصدر الحكي الدائم للتراث الأمازيغي الشفوي من قصص وأشعار و ألغاز.

 

وعلى هامش أشغال هذا الاحتفال تم تكريم وجوه نسائية من المبدعات والفنانات ويتعلق الأمر بكل من السيدات، ( فاطمة فلفولي وحفيظة الخطابي و خديجة بنعيس و نزهة بنعتابو والشريفة الحمري وخديجة واكريم وأمينة بويزكَار).

كما تم تأثيث بهو المعهد بمنتوجات  أمازيغية من قبيل  معرض الفن  التشكيلي، إضافة إلى أعمال تعبر عن التقاليد الأمازيغية العريقة بأسلوب ذي مضمون ثقافي أو ديني أو إجتماعي، مع حضور قوي للمرأة -خاصة القروية- من خلال الوشم والحلي الأمازيغية.

كما تم عرض منتوجات أمازيغية نسوية تتكون من الفخار وكذا الزرابي ومنتوجات شجرة أركَان وأملو، إضافة إلى منسوجات تقليدية من إنتاج نساء تعاونية "عثمة" النسوية للنسيج التقليدي التي أحدثت في مارس 2003 وتضم 75 منخرطة، وهي ثمرة تعاون بين وزارة الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، في إطار مشروع تنمية المقاولة النسائية في العالم القروي. كما تم عرض منتوجات مركز التكوين والتنمية الحرفية لنساء ادردوشن بتماسينت بإقليم الحسيمة.