قصص مكتوبة بالأمازيغية موجهة للأطفال إغناء الخزانة الأمازيغية ودعم مجهود إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية

img_parution

صدر مؤخرا لفاطمة أكناو، الباحثة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ثلاثة قصص للأطفال بالأمازيغية المكتوبة بحرف تيفيناغ. وتندرج هذه السلسلة ضمن الكتب القليلة الموجهة إلى الأطفال بالأمازيغية. وهي تغطي الفروع اللغوية الأمازيغية الثلاث. فـ"أموش أبرباش" (Amuc aberbac) تغطي فرع الوسط و"شيدغا، ويذغا، ماغيغدا" (Cidgha, widgha, maghighda) تغطي فرع الشمال. في حين أن "أغردا د تغردايت" (Agherda d teghrdayt) تغطي فرع الجنوب.

وبغض النظر عن اعتماد الفروع اللغوية الثلاثة والمرتبط بسياسة التدرج في معيرة الأمازيغية، فإن القارئ المتيقظ يمكنه أن ينتقل بسهولة من كتيب إلى كتيب دون أن يحس بفوارق جسيمة تحد من استيعاب المضامين الإنسانية للكتيبات الثلاثة. وقد استعانت الباحثة في إنجاز هذا العمل الموجه بالأساس للأطفال بالخبرة اللغوية والبيداغوجية لباحثين متخصصين ينتمون لنفس المؤسسة (المهدي إعزي، عبد السلام خلفي، عبد الرحمان بيلوش، ادريس ألمو، حميد السويفي ولحبيب فؤاد). وهكذا، فإنه من الناحية المعجمية، يلاحظ أن الكتيبات الثلاثة قد حررت بأسلوب سهل، بسيط وسلس مرتبط بالمحيط اللغوي والثقافي للطفل الأمازيغي ويمتح من بيئته الثقافية. ومن ناحية المضامين، يمكن القول أن القيم التي تكرسها القصص مستقاة من نفس القيم التي تنقلها الثقافة الأمازيغية في ارتباطها بأدب الطفل، وتتمثل في انتصار قيم الخير على قيم الشر.

ومن المؤكد أن حجم الخط المعتمد وغنى الصور الملونة سيسهل قراءة القصص الثلاثة. وبدون أدنى شك، فإن هذه السلسلة ستساهم في إغناء الرصيد الوثائقي الأمازيغي ومنه الشق الموجه للأطفال، خصوصا وأن المكتبة الوطنية عموما والمكتبة الأمازيغية على وجه التحديد تفتقد بشكل مهول إلى هذا الجنس الإبداعي الذي من شأنه أن يحفز أجيال المستقبل على تعود فعل القراءة. كما أن هذا العمل من شأنه أن يدعم مجهودات إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية الوطنية، بحيث يمكن اعتماده من قبل الأساتذة على وجه الاستئناس.