الناجي: "زيتونة الحكمة" عمل روائي وأنتربولوجي

شهد مقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالعاصمة الرباط، تقديم كتاب "زيتونة الحكمة " لمؤلفه موحى الناجي، الأستاذ بجامعة محمد بن عبد لله في العاصمة العلمية فاس. ويعد هذا الكتاب، الذي يقع في 161 صفحة، المولود الأول لموحى الناجي في مجال الرواية بعد مجموعة من الكتابات في الميدان الديداكتيكي، وهو من منشورات"كرتالة". وفي كلمة بالمناسبة قال مبارك ونعيم، الباحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، أن الكاتب يسرد في هذا العمل قصة والده لحسن و يؤرخ لمراحل من حياته حتى مماته. وأضاف المتحدث أن هذا العمل يعد بمثابة تكريم لهذا الأب من خلال إعادة تشكيل لحظات مهمة من حياته، والتي شهدت أحداثا بارزة من تاريخ المغرب والمنطقة. كما شدد الباحث على أن الكاتب تحذوه الرغبة ضمن هذا العمل في أن يجعل من الماضي وسيلة لفهم الحاضر، مشيرا إلى أن بطل الرواية اتصل بعناصر من المقاومة وصار بينهم، وبعد الاستقلال انخرط في القوات المسلحة الملكية قبل أن يعود الى قريته آخر المطاف.

 

 

وأضاف أن الشخصية الرئيسية للرواية صار همها، بعد العودة إلى أزيلال، العمل من أجل عائلته وإعالتها، قبل الانتقال الى بني ملال حيث وافته المنية . موحى الناجي، في تصريح صحافي، قال إن هذا الكتاب رواية ببيوغرافية لمقاوم مغربي في الأطلس المتوسط ، كما أنه يسرد مسار أسرة أمازيغية منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى ما بعد الاستقلال. وأوضح الدكتور الناجي أن هذه الرواية تشكل قصة عائلة ومنطقة بأكملها عانت خلال الاستعمار من الاضطهاد، ومن الفقر والجوع والحرمان، وناضل سكانها بشراسة ضد المستعمر، وشارك في هذه المقاومة رجال أفذاذ بينهم والده. وسجل الناجي أن هذا الكتاب أنتربولوجي أيضا، لأنه يصف العادات والتقاليد بمنطقة الأطلس المتوسط وحالة المرأة والأطفال والفلاحين الضعفاء وكيف ناضلوا ضد الإقصاء رغم قوة المستعمر. ولفت إلى أن هذه المنطقة ساهمت بعد الاستقلال في استقرار المغرب، والنهوض بالمجتمع المغربي من خلال التعليم و أعطت أطرا ومهندسين.

وم ع أ 27 يونيو  2018