مترجمون يستعرضون في ندوة بالرباط الإكراهات التي تواجه الترجمة إلى اللغة الأمازيغية

استعرض باحثون ومتخصصون في الترجمة، مساء أمس الأربعاء بالرباط، التحديات التي تواجههم أثناء الترجمة إلى اللغة الأمازيغية وسبل تجاوزها، معتبرين أن الترجمة رافعة أساسية للدفع بالأمازيغية على جميع المستويات.
وأكد المشاركون في الندوة، التي نظمها مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول موضوع "تقييم حصيلة الترجمة إلى اللغة الأمازيغية بالمغرب"، أن الترجمة، لما لها من قيمة مضافة، يتعين أن يقوم بها خبراء مختصون بهدف إغناء الرصيد المعرفي للأمازيغية في مختلف المجالات، معتبرين أن من بين أكبر التحديات التي تواجه الترجمة إلى اللغة الأمازيغية، غياب مدارس مغربية متخصصة في تكوين مترجمين من وإلى هذه اللغة.

 

 

 وأجمعوا على أن "ضعف" المعجم الأمازيغي يعد من الصعوبات الكبيرة التي تواجه المترجمين إلى اللغة الأمازيغية، مشددين على أن الأعمال المترجمة إلى الأمازيغية تحتاج إلى تشجيع على صعيد المجتمع ومؤسسات الدولة ككل.


 إلى جانب ذلك، توقف المتدخلون في هذا اللقاء، الذي نظم احتفاء باليوم العالمي للترجمة، عند حصيلة الترجمة إلى الأمازيغية بالمغرب "التي امتدت لأزيد من ثلاثة عقود"، حيث كانت في بادئ الأمر اجتهادات فردية، لعدد من المهتمين بالأمازيغية، ثم انتقلت مع تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى مستوى العمل المؤسساتي، من خلال الجهود التي دشنها وانخرط فيها المعهد، سواء من خلال ما أنجزه باحثو المؤسسة، أو ما تم إنجازه في إطار الترجمة على سبيل التعاقد مع خبراء ومختصين من خارجها.

 

 

 

وفي هذا السياق، قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بترجمة 42 إصدارا منذ سنة 2004 ، أي ما يمثل نسبة 13.37 في المائة من مجموع إصدارات المؤسسة ككل، منها 19 ترجمة إلى اللغة الأمازيغية، ثلاثة منها تم إنجازها هذه السنة.


وفي هذا الصدد، قال السيد رشيد العبدلاوي، مدير مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل في تصريح للبوابة الإخبارية (ماب أمازيغية)، إن هذا التراكم، رغم جدة الاشتغال فيه مقارنة مع لغات أخرى، يحتاج إلى كثير من الدراسة والتقييم، للوقوف على مكامن القوة والبحث عن مظاهر الضعف والقصور، بغرض التجويد ومواكبة سيرورة النهوض بالأمازيغية وسبل إدماجها في مناحي الحياة العامة، تطبيقا لمقتضيات ترسيمها بدستور المملكة.

 

 

 

وأضاف أنه رغم كون ورش الترجمة إلى اللغة الأمازيغية مازال في بداياته الأولى، إلا أنه راكم خلال السنوات الأخيرة عددا لا يستهان به من الأعمال المترجمة إلى اللغة الأمازيغية.
جدير بالذكر، أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أشرف على ترجمة عدد من الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة الأمازيغية، منها على الخصوص "كليلة ودمنة" من إعداد الباحث راضي محمد، ورواية "البؤساء" لفكتور هيغو من إعداد الباحث رشيد نجيب وذلك بهدف إغناء الرصيد الأدبي للمكتبة الأمازيغية.

Map: الرباط/ 28 شتنبر 2017