المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي باليوم العالمي للغة الأم

بمناسبة الاحتفاء الدولي باليوم العالمي للغة الأم، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،   يوم 21 فبراير 2012،  بمقره ندوة علمية تحت شعار: 'ترسيم اللغة الأمازيغية دعم للوحدة في التنوع بالمغرب'. وشملت وقائع هذه التظاهرة،  في جلستها الافتتاحية، كلمة كل من الأستاذ أحمد بوكوس عميد المعهد، والسيدة ثريا ماجدولين، الأمينة  العامة للجنة الوطنية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وكذا كلمة السيدة المديرة العامة لليونسكو السيدة  إيرينا  بوكوفا٬ القاها نيابة عنها السيد فليب كيو٬ ممثل منظمة اليونسكو بالمغرب.  كما قدّمت مداخلات علمية في موضوع الندوة التي ترأست أشغالها الأستاذة فاطمة أكَناو، تركزت حول اللغة الأم والمعيرة المكتسبات والتحديات وتدريس اللغة الأمازيغية و دورها  في بناء شخصية وهوية المتعلم إضافة إلى آفاق التكوين الجامعي في مختلف التخصصات ذات الصلة بالأمازيغية.

 

 

وقد أبرز السيد العميد في كلمته أن اللغة الأم تضطلع بدور حاسم في تشكيل الشخصية الأساسية للطفل والتنمية الاجتماعية للمواطن٬ وأن إدراج الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين قد ساهم في توسيع وظائفها ومجالات استعمالها بوصفها لغة للتدريس. كما أن المعهد يعتزم تعميق الدراسة٬ بالشراكة مع الباحثين في هذا المجال٬ بشأن توسيع وظائف الأمازيغية٬ لتشمل مجالات اجتماعية وثقافية وغيرها٬  في ظل الدستور الجديد، وذلك علاوة على وظائفها التقليدية بوصفها أداة للتواصل اليومي.

 

 

وفي معرض كلمتها، أكدت الأمينة  العامة للجنة الوطنية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة  أن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل فحسب،  وإنما هي الذاكرة الحضارية التي تؤرخ لوجود الإنسان  على مر العصور وتسجل تطوره التاريخي وتحافظ على تراثه الإنساني. كما أن الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم يعد وسيلة أساسية للتعبير عن الثقافات المتنوعة، وأداة للحفاظ على التنوع البشري من خلال الحفاظ على ما تحتضنه هذه اللغة من تراث وعادات، و أن الاحتفال هذه السنة يكتسي طابعا خاصا في ظل المكتسبات الجديدة التي حققها المغرب بوجود الدستور الجديد،  والذي اعتمد الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية،  مما يدل على المكانة التي تحتلها لغة الأم لدى صانعي القرار السياسي ببلادنا، من دواعي بذل المزيد من الجهود في سبيل صون الهوية المغربية  متعددة المكونات.

 

 

واستهلت المديرة العامة لليونسكو رسالتها بقولة  نيلسون مانديلا: 'إن التحدث مع شخص بلغة يفهمها أمر يلامس عقله، أما التحدث معه بلغته الأم، فإنه أمر يلامس قلبه'.  كما أكّدت أن  تمثل لغة أفكارنا وانفعالاتنا أثمن ما نملك. والتعدد اللغوي حليفنا في السعي إلى ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، كما أن  أن موضوع الاحتفال لهذه السنة مكرس للتعليم الجامع من خلال تعدد اللغات٬ وأن التعليم باللغات التي يفهمها الأطفال، والتعليم باللغة الأم، واللغات المتعددة، هو المفتاح للحد من التمييز، وتعزيز الاندماج، وتحسين نتائج التعليم للجميع، وأنه ثمة وعي متزايد بأن اللغات تضطلع بدور أساسي في التنمية وضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، و تعزيز التعاون وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة، والحفاظ على التراث الثقافي وتوفير التعليم الجيد للجميع.

وقد شارك في الندوة العلمية التي واكبت وقائع هذه التظاهرة، كل من الأساتذة خالد عنسار وأمحمد البغدادي و عبد الله قاسي وفؤاد ساعة، حيث تناولوا على التوالي قضايا اللغة الأم ومعيَرتها وتحدّيات تنميطها، وتدريس الأمازيغية بين المكتسبات والتحدّيات، ودور اللغة في بناء شخصية المتعلّم من خلا نموذج الأمازيغيّة، وآفاق التكوين  الجامعي في اللغة الأمازيغيّة. ومن خلال مجمل مضامين هاته المداخلات، تمّ استحضار الإنجازات التي تحققت في مجال تدريس اللغة الأمازيغية كلغة أم لشريحة مهمة من المغاربة، مع  ضرورة ترصيد  ما تحقق على مستوى تدريسها والتحديات التي يتعيّن تخطّيها في سياق ترسيم  اللغة الأمازيغية. كما تمّ توضيح خصائص اللغة الأمازيغية وسيرورة تعلّمها، ودورها في بناء الشخصية على المستوى الوجداني وكيفية ضمان استمراريتها  وإعمال مأسستها وإدماجها في جميع مجالات الحياة العامّة.

 

 

 

 

وفي إطار تقليد انفتاح المعهد على محيطه على مستوى الشراكة والتعاون مع المؤسسات والهيئات المهتمّة بتدريس الأمازيغية وإدماجها في المنظومة التربوية،  تم توقيع اتفاقية شراكة بين المعهد والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو، وقعها من جانب المعهد السيد  العميد أحمد بوكوس ومن جانب النيابة الإقليمية السيدة النائبة فائزة السباعي.

وتوجت أشغال هذه الندوة العلمية بقراءات شعرية للشاعر عبد السلام بومصر ومقطوعات موسيقية للأستاذ كريم المرسي والفنان سيمو باعزاوي.

 

                                                                                                                خديجة عزيز