المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفل بالسنة الأمازيغية 2961

نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم الجمعة 14 يناير 2011 بمقره، تظاهرة ثقافية بمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2961.افتتحت التظاهرة  بقراءة الفاتحة ترحما على روح الفنان الأمازيغي الشاب مبارك أولعربي، مؤسس فرقة 'صاغرو باند'، أحد ألمع نجوم الأغنية الأمازيغية الملتزمة العصرية بالمغرب.

 

 

ثم قدم الأستاذ مصطفى جلوق مدير مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية عرضا تناول فيه النظرة التاريخية للتقويمات الهجرية والميلادية والعبرية والأمازيغية، مذكرا بالعادات والتقاليد التي تزاولها مختلف المناطق المغربية بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة .

وفي تصريح لوسائل الإعلام بالمناسبة أكد السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية  الجديدة يكتسي دلالة رمزية وقيمة مضافة للحضارة الأمازيغية التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية.

وفي معرض حديثه عن الدلالات الرمزية التي يكتسيها هذا الاحتفال أبرز السيد العميد أن هذا التقليد  يشكل تمظهرا أساسيا وديمومة للثقافة الأمازيغية معتبرا أنه  رمز من الرموز الأساسية للعمق التاريخي للحضارة المغربية  كما أن الاحتفال بالسنة الجديدة يحيل على الانتماء إلى الحضارة الزراعية، الذي يكسب الثقافة الأمازيغية مجموعة من القيم لها صلة وثيقة بالبيئة والتوازن بين الإنسان والطبيعة من وجهة نظر ثقافية محضة.

 

 

وتضمن برنامج هذه الأمسية الثقافية  فقرات موسيقية أدتها المجموعة الصوتية للمعهد،  بمشاركة تلاميذ مدرستي 'باب تامسنا' و'مدرسة السمارة'.  ويأتي إشراك البراعم الصغيرة في مثل هاته التظاهرات في إطار الاهتمام بالأجيال الصاعدة وتربيتهم على التشبت بالعادات والتقاليد التي تزخر بها ثقافتنا الوطنية .

 

 

ويأتي حرص المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على حضور الأطفال في مثل هذه اللقاءات انطلاقا من إيمانه بأهمية 'تربية الأجيال الصاعدة على المحافظة على موروثهم الحضاري، حتى لا ينسلخوا عن الثقافة التي تحمل قيما هي من صميم الثقافة الحداثية'.

 

 

وقد توجت فعاليات هاته التظاهرة  الثقافية المتميزة التي قدمت  فقراتها السيدة فاطمة أكَناو  بعرض العديد من المأكولات والوجبات التقليدية المتعارف على إعدادها في مناطق عديدة ومتنوعة من المغرب  والتي يصطلح عليها وجبة 'إمنسي'، احتفاء بالسنة الأمازيغية  الجديدة، والتي تعكس أصالة الثقافة المغربية  في مجال فنون الطبخ، من قبيل 'تاكَلا' و'أوركيمن' و'كسكسو' بسبع خضاري  مع نوى التمر، وتيغواوين و'بركوكش بأملو'  و'تاغيّاشت مع أضيل يوزغن' و' البسيس'، وغيرها من المأكولات التي يتم إعدادها تيمنا بسنة فلاحية مزدهرة.

يذكر أن السنة الأمازيغية أو التقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور وهو مبني على النظام الشمسي، ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية، أي13 أو 14 يناير ميلادية كما يعتبر يناير أو ينير (يعني الشهر الأول في اللغة الأمازيغية) أول الشهور في التقويم الأمازيغي، والاحتفال به هو تقليد قديم راسخ في شمال إفريقيا ترافقه مجموعة من العادات والتقاليد.

 

                                                                                                                             خديجة عزيز