البادية المغربية: الذاكرة والتحولات

img_parution

لعبت البادية المغربية دورا كبيرا في تاريخ المغرب، وتجسد هذا الدور في محطات مختلفة كانت فيها البادية عنصرا مؤثرا في الأحداث والوقائع التاريخية. وشكلت البادية عقبة كأداء في وجه التدخل الأجنبي المعاصر، حيث بذلت كل فرنسا وإسبانيا جهودا كبيرة، استمرت لعقود، من أجل السيطرة على البلاد بعد أن تكبدتا خسائر فادحة.

 

ورغم توافر بعض الأبحاث التي ساهمت في التعريف بدور البادية المغربية في صنع أحداث مغرب القرن العشرين، فإن أهمية هذا الدور وتعدد الجوانب المرتبطة به جعلته ميدانا خصبا للبحث، حيث مازال التدخل الأجنبي، وما ترتب عنه من أشكال المقاومة التي شهدتها العديد من بوادي المغرب، في حاجة إلى اهتمام المؤرخين من أجل الكشف عن صفحات مشرقة من صمود سكان تلك المناطق.

 

وإسهاما من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في طرح إشكالية التدخل الأجنبي والحقبة الاستعمارية بالبادية المغربية، خلال القرن العشرين، نظم يوما دراسيا حول موضوع: "تاريخ الاستعمار والمقاومة بالبادية المغربية خلال القرن العشرين".

 

إن عملا من هذا القبيل من شأنه، من الناحية الأكاديمية، المساهمة في إبراز دور البادية المغربية والتحولات التي أحدثها الاستعمار ببنياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك عبر مقاربة مجموعة من المواضيع والمحاور المرتبطة بمجالات وقضايا مختلفة، حاولت كلها الوقوف عند جوانب مرتبطة بالتدخل الأجنبي وأوجه مقاومته، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى غاية الحصول على الاستقلال.