التراث اللاّمادي بالجنوب المغربي

img_parution

استأثر موضوع التراث ببُعديْه، المادي وغير المادي، باهتمام الأكاديميين والهيئات المنتخبة والمهتمين بالشأن الثقافي والسياسي خلال العقود الأخيرة، ودفع ذلك إلى تشخيص وتعميق البحث في جوانب التراث المختلفة، في أفق حمايته وتطويره وتوظيفه قصد استثماره في التنمية المتوازنة للمجتمع.

 

للتراث غير المادي تجليات شتّى، رغم طغيان الجانب الشفهي عليها، وتشمل المجالَ الديني، والفني، والحكائي والأسطوري...، كما أن له أدواراً متنوعة، منها ما يتعلق بالحفاظ على الهوية ومقومات الشخصية، ومنها ما يساهم في التنمية الاقتصادية، مثل السياحة وغيرها..، وما له علاقة بتطور المجتمع. ويمثل المغرب -بأريافه خصوصاً- مجالاً تتجلى فيه شتى مظاهر التراث غير المادي بغناه وتنوعه..، مما يفرض قراءة متأنية لكل تلك المظاهر وتنوعاتها، ورصد أشكال التحولات التي مسّت تطوره، وكذا انعكاساتها على مختلف المستويات والأصعدة، سلبا وإيجابا قصد الاشتغال عليها في ميدان التنمية الذاتية.

 

للأهمية البالغة التي يكتسيها الموضوع في تنمية المجتمع من مختلف جوانبه، بادر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، منذ أكثر من عقد، إلى تنظيم لقاءات علمية تناولت التراث من مختلف جوانبه، بشراكة مع الأكاديميين المهتمين والفاعلين المحليين، خاصة منها لقاء أگادير (سنة 2009) حول: "التراث المادي الثقافي بجهة سوس ماسة درعة"، ولقاء تارودانت (سنة 2010) حول: "إگودار وتثمين التراث الثقافي"، ولقاء تيزنيت (سنة 2015) حول: "التراث اللاّمادي بالجنوب المغربي"، التأم فيه جمْع من الباحثين تدارسوا قضايا ذات الصلة بموضوع اللقاء، تمّ جمع أعماله بين دفتيْ هذا الكتاب، الذي تتوزع مواده على أربعة محاور، تمت مقاربتها باللغتين العربية والفرنسية، وهي:

 

  • واقع التراث اللاّمادي وآفاق البحث فيه؛
  • التراث اللاّمادي:  تصورات وتمثلات؛
  • التراث اللاّمادي:  الرمزية والخصوصيات؛
  • التراث اللاّمادي:  التنمية والتثمين.

 

والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بإصداره هذا العمل، يروم المساهمة في ترسيخ تقاليد البحث العلمي الجاد حول التراث والهوية وعلاقتهما بمسألة التنمية المندمجة.