التطور الحضري لوليلي من الفترة المورية (الأمازيغية) إلى الفترة الإسلامية مساهمة في دراسة مدن المغرب القديم

img_parution

تعتبر مدينة وليلي من أشهر المدن المغربية خلال العصرين القديم والوسيط. وتبين تسميتها الأمازيغية، شأنها في ذلك شأن أسماء العديد من المدن المغرب القديم، أن الظاهرة الحضرية ليست وليدة تأثيرات خارجية، بل أفرزتها تطورات البيئة المحلية.استفادت وليلي من موقعها الاستراتيجي ومن مؤهلاتها الاقتصادية، وهو ما أهلها لتكون مركزا حضريا كبيرا جنوب مملكة المغرب القديم، ولتلعب أدوارا إدارية وسياسية قبل الإسلام وبعده.
  حاولنا في هذا العمل تتبع مراحل نمو هذه الحاضرة وازدهارها، منذ أن وضعت الساكنة المحلية الأمازيغية نواتها الأولى حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، إلى أن أصبحت مركز جذب قوي في فترات تاريخية مختلفة، بدأ بعهد الملِكَين  الأمازيغييْن يوبا الثاني وابنه بطليموس، ومرورا بفترة الاحتلال الروماني الذي بصمها بطرازه المعماري خلال القرنين الثاني والثالث للميلاد.
 دخلت وليلي بعد الجلاء الروماني مرحلة جديدة تحول معها مرحلة مركز ثقل المدينة من الجهة الشرقية إلى الغربية؛غير أن هذا التحول لم ينل من مكانتها، إذ سرعان ما أصبحت من أهم الحواضر المغربية الإسلامية، وهو ما يفسر أهميتها الاستراتيجية بالنسبة  لإمارة الأدارسة.