المؤسسات الجماعية وقضايا التدبير المشترك بالمغرب

img_parution

أنتجت قبائل المغرب على مر التاريخ أنماطا مختلفة من المؤسسات الجماعية، كان الهدف منها تدبير مجالات الحياة المشتركة، حسب ما يضمن استقرارها وتماسكها وتجاوز حالات التوتر والنزاع التي كانت تهدد وحدة كيانها. ورغم الأهمية الاجتماعية لهذه المؤسسات، وما كانت تقوم به من الوظائف في تدبير الحياة اليومية للأفراد والجماعات، إلا أنها عرفت، بفعل تحولات الدولة والمجتمع، تراجعا كبيرا، بل إن الكثير منها لم يعد له وجود إلا في الذاكرة الجماعية، بعد أن ابتكرت المجموعات البشرية أنماطا جديدة من المؤسسات تتماشى مع التغيرات الاجتماعية المتلاحقة.

يسعى هذا الكتاب، الذي يضم أعمال ندوة دولية في موضوع " المؤسسات الجماعية وقضايا التدبير المشترك بالمغرب"، إلى تتبع مظاهر حضور هذه المؤسسات في الماضي والحاضر، وقدرتها على الاستمرار في أداء وظائفها وأدوارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومدى صمودها أمام التحولات العميقة التي عرفتها البنيات القبلية منذ الفترة الاستعمارية، وأشكال تعايشها مع المؤسسات الجماعية الحديثة، وذلك وفق مقاربة متعددة ومتكاملة.