المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يقدم حصيلة عمله بمناسبة الذكرى الثامنة لتأسيسه

في إطار الاحتفال بالذكرى الثامنة للخطاب الملكي السامي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، نظم المعهد ندوة صحفية يوم السبت 17 أكتوبر 2009 على الساعة الرابعة بعد الزوال بفندق حسان بالرباط.

 

وأكد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد أحمد بوكوس في كلمة بالمناسبة أن النهوض بالثقافة الأمازيغية وتنميتها مسؤولية وطنية، وتهم جميع المغاربة، موضحا أن  ' الخطاب الملكي السامي بأجدير يعد بحق حدثا وازنا طبع بصماته على التاريخ الحديث للمغرب، البلد الذي يشق طريقه بعزم نحو الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان، بما فيها الحقوق اللغوية والثقافية' مبرزا أن لهذه السياسة الجديدة «تصورا للهوية الوطنية وللثقافة الوطنية في طابعها التعددي وفي تجذرها في التاريخ العريق للمغرب، وفي انفتاحها على العالم الحديث، وضمن هذه الهوية تحتل الأمازيغية موقعا مركزيا'.

وأشار السيد بوكوس إلى أن المعهد استطاع أن يجسد التوجهات السياسية المعلنة في خطاب أجدير، الذي منح للأمازيغية مكانة متميزة بين عناصر الهوية الوطنية معتبرا خطاب أجدير وخطاب العرش لسنة 2001 والظهير المحدث للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عناصر أسست لسياسة لغوية وثقافة جديدة بالمغرب.

 

 

كما استعرض السيد بوكوس الإنجازات الأكاديمية التي حققها المعهد الذي أصبح في ظرف وجيز ما بين 2003 -2009 وبشكل تدريجيا قطبا مرجعيا في ميدان الأمازيغية، موضحا أن إصدارات المؤسسة بلغ عددها 150 مؤلفا تغطي مجالات اللغة والتربية والترجمة والإعلام والعلوم الإنسانية الاجتماعية وفي مختلف مجالات المعرفة من آداب وفنون وبحث علمي وغيرها مما يجعل الحصيلة تفوق ما راكمته المكتبة المغربية من مؤلفات أمازيغية على امتداد 50 سنة.

  وذكر بالمهام المنوطة بالمعهد التي تكتسي طابعا سياسيا وأكاديميا. وأكد أن الدور السياسي للمعهد يكمن في إبداء الرأي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله في التدابير التي من شأنها الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها وتعزيز مكانتها وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلام الوطني والجهوي والمحلي. والمهمة الأكاديمية فتعنى بالدراسات والأبحاث، وكذا بالتعاون مع السلطات الحكومية والمؤسسات المعنية والإسهامه في إعمال تدابير ملائمة للنهوض بالأمازيغية.

 

وفي السياق ذاته أوضح السيد بوكوس أن المعهد عقد جلسات عمل مع مؤسسات وهيئات وزراية كان آخرها بتاريخ 16 أكتوبر 2009، بمقر الوزارة الأولى، برئاسة السيد الوزير الأول، وبحضور السيد وزير الاتصال والسيدة كاتبة الدولة في التعليم المدرسي، وهو اللقاء الذي تمحور حول بحث سبل النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتين كما تم الوقوف على ما تحقق في هذا الإطار، وتفعيل التدابير والإجراءات للنهوض بالامازيغية في مجالات عديدة.  وتم كذلك مناقشة مسألة الأسماء الأمازيغية وحق إنشاء الجمعيات وتكوين أطر في الأمازيغية خاصة في مجال القضاء. مضيفا أن المعهد يدعم كذلك كل المشاريع التي من شأنها أن تنهض بالثقافة الأمازيغية التي تتقدم بها الجمعيات وذلك في إطار سياسة الانفتاح على المحيط التي يعتمدها المعهد، إسهاما منه الورش الوطني للتنمية البشرية.

 

 

كما نوه بما تحقق من إنجازات وذلك بفضل المجهودات المضنية التي يبذلها مجموع باحثي المؤسسة وأطرها الإدارية وأعضاء مجلس إدارة المعهد، مشددا على أن الدرب ما يزال طويلا، وأن المشاكل قائمة.

 ودعا عميد المعهد جميع الفعاليات التي تشتغل في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين إلى تكثيف الجهود لمواجهة التحديات المطروحة أمام إدماج الأمازيغية في المؤسسات العمومية بشكل فعال وإيجابي وذلك في إطار مشروع مجتمع ديمقراطي تعددي ومنفتح على العالم، وفق توجهات الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك بأجدير.

وبدوره قدم السيد محمد لمنور – عضو مجلس إدارة المعهد- عرضا تناول فيه اختصاصات ومهام المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كهيئة استشارية مشيرا إلى المخطط الاستراتيجي للمعهد، والإطار العام لهذا المخطط والمجالات المرتبطة به والمتمثلة في البحث العلمي والتربية والتكوين والتواصل والإعلام والإشعاع وغيرها.

ومن جهتها استعرضت السيدة عائشة بوحجار مديرة مركز التهيئة اللغوية التابع للمعهد وعضو اللجنة العلمية إنجازات مراكز البحث والحصيلة التي حققها المعهد في مختلف ميادين اهتمامه وخصوصا إدماج الأمازيغية في المجال التربوي والإعلامي وكذا في الحياة العامة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة، التي جرت بحضور بعض أعضاء المجلس الإداري للمعهد والمدراء والباحثين والفاعلين الجمعويين والمدنيين التي شهدت حضورا مكثفا لوسائل الإعلام الوطنية والجهوية بمختلف مشاربها، تلتها مناقشة عامة من خلال الأسئلة التي طرحها العديد من الصحافيين.

 

                                                                                                                             خديجة عزيز