في ندوة بمناسبة الذكرى الرابعة لخطاب أجدير الأستاذ أحمد بوكوس يقدم حصيلة منجزات المعهد

أكد الأستاذ أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ' أن الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بأجدير بتاريخ 17 أكتوبر 2001 يعد بمثابة إشارة قوية، تدعو جميع الفاعلين إلى القطع مع النظرة الاختزالية والإقصائية للهوية والثقافة الأمازيغية ومضاعفة الجهود الرامية إلى إعطائها المكانة الطبيعية التي تستحقها'.

 

وقال السيد العميد خلال ندوة صحفية نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم 13 أكتوبر الجاري بالرباط، بمناسبة الذكرى الرابعة لإحداث المعهد ' أن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قدم ' مفهوما ومشروعا جديدين للهوية اللغوية والثقافية المغربية المنفتحة والمتعددة الروافد '.

 

و في معرض رده على أسئلة حول حصيلة عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والآفاق المستقبلية أوضح السيد العميد أن المعهد، وضع استراتيجية شاملة ومشاريع عمل كفيلة بتجسيد القرارات الملكية على أرض الواقع.

 

وأبرز أن المعهد الذي يتوفر على سبعة مراكز متخصصة في مجالات البحث المتعددة الاختصاصات يعد مؤسسة أكاديمية لها ' صبغة استراتيجية وإجرائية على المستوى الاستراتيجي '، يقوم بإبداء الرأي لصاحب الجلالة في كل ما يتعلق بالأمازيغية. وعلى المستوى المؤسساتي فالمعهد يشتغل في جو من التفاهم مع مجموعة من المؤسسات من بينها وزارة التربية الوطنية ووزارة الاتصال، ديوان المظالم إضافة إلى وكالة تنمية عمالة وأقاليم الشمال...

 

وذكر الأستاذ أحمد بوكوس بأن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قام بتوقيع عدة اتفاقيات مع مؤسسات وطنية ودولية. وتشكل هذه الاتفاقيات إطارا للعمل، والتبادل والشراكة تمكن المعهد من تقديم خبرته واقتسام تصوره والإعراب عن مقترحاته في ميدان إعادة استثمار الأمازيغية.

 

وفي هذا السياق استعرض السيد بوكوس إنجازات المعهد طيلة أربع سنوات الماضية موضحا أن هذه المنجزات تمثل ثمرة عمل جاد، تم القيام به بجدية ونكران الذات من قبل فرق من الباحثين يتمتعون بتجربة وكفاءات علمية مشهود لها. وبالرغم من وجود بعض الإكراهات فإنهم رفعوا التحدي وتمكنوا، في سنوات قليلة، من إطلاق مسلسل تأهيل اللغة والثقافة الأمازيغيتن

 

 

ففي المجال اللغوي تم تقعيد حرف تيفيناغ، وتوج هذا العمل بالاعتراف الدولي بأبجدية تيفيناغ' من خلال منظمة ' ايزو يونيكود' كما تم الشروع في وضع المعجم الأساسي للغة الأمازيغية.

 

وفي مجال التعليم، حسب السيد بوكوس، سعى المعهد إلى إدراج الأمازيغية في السنوات الأولى من التعليم الأساسي منذ سنة 2003، في إطار تفعيل الاتفاقية التي وقعها المعهد مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي موضحاً أن عدد المدارس التي أدرجت بها اللغة الأمازيغية تضاعف حيث بلغ 2200 مدرسة برسم سنة 2005 -2006. منوها في هذا الإطار بالمجهودات التي قامت بها اللجنة المشتركة بين المعهد ووزارة التربية الوطنية في مجال إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية وكذا تهييء الكتب المدرسية، ومشيرا إلى أن المعهد نظم بتعاون مع الوزارة دورات تكوينية للأساتذة والمفتشين.

 

وذكر السيد العميد أن المعهد شرع في جمع وتدوين التراث الأدبي والفني الشفوي الأمازيغي، كما وضع ' خطة عمل هامة ' تهدف إلى المساهمة في إعادة قراءة تاريخ المغرب، اعتمادا على الوثائق الأثرية والأدبية، التي ستسهم في إغناء الكتب المدرسية المقررة.

 

وأضاف أن المعهد وقع اتفاقية شراكة مع وزارة الاتصال بهدف تعزيز حضور الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري العمومي، بالرغم من وجود بعض الإكراهات التقنية والتنظيمية، معربا عن طموحه في اعتماد حيز زمني للبث بالأمازيغية في القناة الأولى وكذا الثانية في حدود 30 بالمائة.

 

 

وللإشارة فإن مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قام بوضع استراتيجية خاصة بإدماج الأمازيغية في الحقل الإعلامي. ولتفعيل هذه الاستراتيجية، تشكلت لجنة مشتركة ما بين وزارة الاتصال والمعهد، طبقا لمقتضيات اتفاقية الشراكة بين المؤسستين. وقد وضعت هذه اللجنة أرضية للعمل، تتضمن مجموعة من المقتضيات المرتبطة بالمجال السمعي البصري. كما أبرز السيد العميد أن المعهد وضع خطة لتكوين نساء ورجال الإعلام الأمازيغي السمعي البصري والمكتوب، مذكرا، في نفس الصدد، أن المعهد نظم وبتنسيق مع المعهد العالي للإعلام والإتصال دورة تكوينية لفائدة 12 صحفيا.

 

وفي مجال المنشورات أوضح السيد العميد أن المعهد أصدر 40 إصدارا تناولت مواضيعها مجالات اللغة والتاريخ والأدب والتعابير الفنية والترجمة والأنتروبولوجيا، مما ' أغنى بشكل ملحوظ الخزانة الأمازيغية في وقت وجيز. ونظم 20 تظاهرة ثقافية بالإضافة إلى أنه تعاقد مع أكثر من مائة باحث في مختلف التخصصات'.

 

وبخصوص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومرجعياتها الأساسية المستمدة من الخطاب الملكي لــ 18 ماي الأخير، قال السيد العميد ' إن المعهد رصد غلافا ماليا يبلغ مليون و 500 ألف درهم لمساعدة الأطفال المعوزين في العالم القروي، موضحا أن هذه المبادرة تعد إحدى الأولويات التي يعنى بها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وقال ' أن المعهد يطمح إلى المساهمة في هذه المبادرة باعتبارها ورشا وطنيا كبيرا وذلك بوضعه استراتيجية في هذا المجال تهدف إلى تأهيل الجمعيات الثقافية الأمازيغية'.

 

واعتبر الأستاذ أحمد بوكوس أن هذا اللقاء الذي حضره أعضاء من المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وباحثون من المعهد ومختلف الفعاليات الثقافية والجمعوية والسياسية، مناسبة للتواصل ورصد حصيلة أنشطة المعهد وتقييمها ووضعها رهن إشارة الصحافة ووسائل الإعلام. وذلك بهدف تمكين الرأي العام من الاطلاع على العمل المنجز داخل المعهد مضيفا أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ' من المؤسسات القلائل التي ترحب بالمساءلة والنقاش حول ما أنجزته.

 

 

وأعرب عن أمله في أن ' تحقق الأجيال القادمة ما لم يتحقق في سبيل إشعاع الأمازيغية بمختلف تجلياتها، معتبرا أن هذا الموروث الثقافي المغربي العريق، الذي يعد رافدا أساسيا من روافد الشخصية الثقافية المغربية، هو مسؤولية وطنية، وأن الأمازيغية لغة وثقافة تحتاج إلى سواعد أهلها للمساهمة في المشروع الحداثي الديمقراطي.

 

وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الذي وضعه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمناسبة الذكرى الرابعة لخطاب أجدير يتضمن تنظيم حفل فني مساء السبت 22 أكتوبر الجاري ابتداءا من الساعة الثامنة والنصف مساءا بالمسرح الوطني محمد الخامس، بمشاركة مجموعة من الفنانين الفاعلين في الأغنية الأمازيغية، وأناشيد تؤديها فرقة البراعم الصغار التابعة للمعهد وفيلم وثائقي حول المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

 

وسيتوج هذا الحفل بتوزيع جوائز تقديرية على الفائزين في المسابقة الخاصة بــ' الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية' التي نظمها المعهد.