المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يكرم الفنان بلعيد الأكاف

نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حفلا تكريميا للفنان بلعيد الأكاف، بمناسبة حصوله على جائزة الفارابي التي تمنح من طرف المجلس الوطني للموسيقى برعاية المجلس الدولي للموسيقى (دار اليونيسكو باريس)، وذلك يوم الثلاثاء 12 يناير 2010 بقاعة المحاضرات التابعة للمعهد.

وقد نوه السيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالخصال الحميدة للمحتفى به، وكذا بإنجازاته من أجل الرقي بالموسيقى الأمازيغية التي استطاع أن يمزجها الفنان مع الألوان الموسيقية العالمية.

وبدوره استعرض الأستاذ أحمد عصيد المسار التاريخي لفرقة أوسمان كأقدم فرقة موسيقية، والتي يعد الأستاذ بلعيد الأكاف أحد مؤسسيها.

 

كما ذكر بأن بلعيد الأكاف يعد أحد أبرز الفنانين الأمازيغيين الذين تركوا بصمات بارزة في الإبداع الموسيقي المغربي على مدى الأربعين سنة المنصرمة، و قد برزت موهبته و تميزه على مستويات أربعة قل ما تجتمع لدى فنان من الفنانين.

 

 

و أوضح أن إسم بلعيد الأكاف برز في بداية السبعينيات كأحد مؤسسي مجموعة "أوسمان" Ousman العصرية، و ساهم في الإنتقال بالأغنية الأمازيغية من الإبداع التقليدي إلى العصري. كما ساهم  أيضا واعتمادا على تكوينه الأكاديمي في علم الموسيقى  من انتقال  الموسيقى من التلحين إلى التأليف السمفوني وفق المعايير العلمية السائدة في العالم، مع استثمار النوتات الموسيقية الأمازيغية الخصوصية.

لم يكتف بلعيد الأكاف بالإبداع الموسيقي بل تجاوز ذلك إلى البحث في الموسيقى الأمازيغية و تدقيق الكتابة الموسيقية الأمازيغية.

كما استفاد بلعيد الأكاف من أبحاثه الموسيقية في الإطلاع على الأنواع الموسيقية المتداولة في العالم، مما سمح له بخوض تجربة فريدة في عالم الفيزيون Fusion أو المزج بين الموسيقى الأمازيغية بتلويناتها الوطنية المختلفة و بين الأنواع الموسيقية العالمية كالبلوز والكانتري ميوزيك والجاز والموسيقى الصينية، وهي التجربة التي سمحت له بلقاء العديد من كبار الموسيقيين في العالم والمشاركة معهم في تظاهرات فنية كبرى. وللفنان كذلك عطاءات في مجال تأليف الموسيقى التصويرية.

 

وفي كلمته بالمناسبة أكد الأستاذ والباحث الموسيقى حسن ميكَري، رئيس المجلس الوطني للموسيقى أنه لأول مرة تمنح هاته الجائزة لفنان مغربي أمازيغي، وهذا يدل على انفتاح المجلس على الثقافة الأمازيغية التي تعد مفخرة لكل المغاربة، كما استعرض المسار التاريخي للثقافة الأمازيغية.

وبدوره أكد الأستاذ بلعيد الأكاف أن هذه الالتفاتة تحمل أكثر من دلالة، فهي تكريم وتتويج واعتراف لأربعين سنة من عمل الفنان بلعيد الأكاف المتواصل وللمجهودات الجبارة وللتضحيات الجسام التي قدمها خدمة للموسيقى الأمازيغية بهدف الإرتقاء بها إلى العالمية. من هذا المنبر تقدم بأحر التشكرات إلى السيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وللسيد مدير مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري ولقسم التواصل بالمعهد وللسيد رئيس المجلس الوطني للموسيقى وإلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية المتميزة.

 

 

يذكر أن الفنان بلعيد الأكاف يعد من الفنانين المرموقين وقد زاوج الموسيقى الأمازيغية التقليدية مع غيرها من الأنماط الموسيقية العالمية كالبلوز والجاز الأمريكيين ونتج عن ذلك ميلاد نوع جديد من الموسيقى أطلق عليه "بلعيد الأكاف " الجاز الأمازيغي".

 

والفنان بلعيد الأكاف تلقى تكوينه بالمعهد العالي تشايكوفسكي للموسيقى بروسيا وحصل على جوائز تقديرية عالمية نظرا لما يقدمه في سبيل إشعاع الثقافة الأمازيغية على الصعيد العالمي.

كما راكم كذلك تجربة هامة في مجال الموسيقى التصويرية، حيث أنجز موسيقى العديد من الأفلام السينمائية و الأفلام التلفزية و الوثائقية مما أكسبه مهارة إضافية و خبرة في الملائمة بين التأليف الموسيقي و المشاهد الدرامية.

 

                                                                                                                  خديجة عزيز