في لقاء تواصلي مع الجمعيات الأمازيغية: الجمعيات الأمازيغية تدعو إلى تعزيز فعال لمكانة الأمازيغية في التعليم والإعلام

بعد اللقاء التواصلي الأولي الذي نظمه مع تسع جمعيات أمازيغية (17 دجنبر 2004)، أقدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على تنظيم لقاء موسع مع الجمعيات الأمازيغية، احتضنه مركب بوزنيقة طيلة يومي 04 و05 مارس 2005 وحضره ما يقارب من 70 جمعية من مختلف جهات المملكة.

 

ويندرج هذا اللقاء، الذي انعقد تحت شعار 'من أجل تعزيز مكانة الأمازيغية في المجتمع المغربي'، في إطار تفعيل استراتيجية المعهد في مجال التعاون والشراكة مع هيئات المجتمع المدني بصفة عامة، ومع الجمعيات الأمازيغية على وجه الخصوص. وتميز اللقاء بإلقاء العديد من العروض تناولت بالدرس والتحليل إمكانيات التعاون والشراكة بين المعهد والجمعيات الأمازيغية، وذلك بحضور فعاليات معروفة بنشاطاتها في المجال الجمعوي وبتراكماتها في الحقل المدني الأمازيغي.

   

وهكذا، فقد قدم الأستاذ احمد عصيد، استراتيجية المعهد في الانفتاح على المحيط، وتناولت مداخلة الأستاذ عبد السلام خلفي أساليب العمل المشترك من أجل تعزيز مكانة الأمازيغية في مجال التعليم وخصص الأستاذ امحمد صلو عرضه لأساليب العمل المشترك لتعزيز مكانة الأمازيغية في مجالي التواصل والإعلام. وشهدت كل المداخلات نقاشات مستفيضة توجت بالدعوة لثلاثة أوراش تمخضت عنها بدورها الكثير من التوصيات.

 

وفي نظر الكثير من الفاعلين الجمعويين الذين حضروا أشغال اللقاء، فإن تفعيل ما تمخض عنه سيجعل منه محطة رئيسية في مسار تعزيز التواصل بين الحركة الجمعوية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

   

وأكدت التوصيات، في المجال الإعلامي، على ضرورة تعميم بث الإذاعة الأمازيغية على كافة أنحاء التراب الوطني، وتتبع الملفات المتعلقة بالمحطات الإذاعية المعروضة على الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.

 

ودعوا إلى تنظيم مهرجانات سنوية في الفنون الأمازيغية، وورشات تكوينية لفائدة الجمعيات الثقافية الأمازيغية، في مجالات التنشيط وكتابة السيناريو والإعلام، وتشجيع ودعم الفنان الأمازيغي، وتأطيره وتكوينه، وضمان حقوق التأليف للمبدع الأمازيغي في مختلف المجالات.

   

وفي مجال التربية والتعليم، أكد المشاركون على ضرورة تسريع وتيرة إدماج الأمازيغية في التعليم، وتوزيع الكتاب المدرسي وتعميمه مباشرة بعد الدخول المدرسي، وإدماج العاطلين المجازين والفاعلين في الجمعيات الأمازيغية في مشروع تدريس هذه اللغة.

 

كما أوصوا بضرورة إدماج الثقافة والهوية الأمازيغية في البرامج التعليمية، وإزالة كل ما يسيء إلى البعد الأمازيغي في المقررات الدراسية، وتفعيل ومتابعة تنفيذ اتفاقيات الشراكة والتعاون بين المعهد ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. كما دعت التوصيات إلى ضرورة توطيد التواصل بين الجمعيات الأمازيغية داخل وخارج الوطن، وحماية الأسماء الأمازيغية للأماكن والمواليد.

   

واختتم اللقاء بتنظيم أمسية ثقافية وفنية، ساهم في تنشيطها فعاليات أمازيغية مثلت مختلف جهات المغرب.

 

للإشارة، فقد سبق للمعهد أن عقد بمقره بالرباط (حي الرياض) لقاء أوليا مع الجمعيات، وذلك بتاريخ 17 دجنبر 2004، شكل مناسبة للتفكير الجماعي في آليات تفعيل الشراكة والتعاون خدمة للأمازيغية في مختلف تعابيرها وتجلياتها.

 

كما شكل فرصة للجمعيات الأمازيغية التي حضرته للتذكير بالصعوبات التقنية والمادية والتأطيرية التي تواجهها، داعية في نفس الوقت المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لبذل المزيد من المجهودات لدعمها.

   

وقد عبر السيد العميد، خلال هذا اللقاء الأولي، عن الاستعداد المطلق والمبدئي للمعهد لتلبية مثل هذه الطلبات داعيا الجمعيات إلى إعداد ملفاتها حول المشاريع التي تراها ذات أولوية وذلك حتى يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية وفق المساطير المعمول بها من قبل المعهد.