رئيس مركز طارق بن زياد: الأمازيغية والاختلاف الثقافي مكونان أساسيان للهوية المغربية

أكد السيد حسن أوريد رئيس مركز طارق بن زياد أمس الأحد بالدار البيضاء أن الأمازيغية والاختلاف الثقافي مكونان أساسيان للهوية المغربية التي لها جذور تاريخية واجتماعية.

 

واعتبر السيد أوريد في محاضرة ألقاها في إطار لقاء فكري نظمه المكتب التنفيذي للائتلاف المغربي للثقافة والفنون أن الوسيلة التي ينبغي أن تعتمد في هذا المضمار هي احترام الاختلاف والرأي المغاير مشيرا إلى أن المطلوب حاليا هو 'استشفاف ما يلوح في الأفق والسمو على المصالح الآنية عبر تدبير الاختلاف تدبيرا ديموقراطيا يعتمد على الحوار البناء والصريح بين كافة فعاليات المجتمع والفاعلين السياسيين من خلال الهيئات التمثيلية للأمة'.

 

وشدد السيد أوريد، بشأن تدبير الاختلاف الذي اعتبره من طبيعة المجتمعات الديموقراطية، على وجوب أن يكون هذا التدبير 'في منأى عن العنف ولا يهدد القيم المشتركة'، بل على العكس من ذلك عليه أن يكون 'أداة لدعم مقوماتنا التي لاتتنكر لا لتاريخ هذه الأرض ولا لجغرافيتها لأن غاية الثقافة أن تكون في خدمة الإنسان لا الإنسان في خدمة تصورات ذهنية قد تجانب الواقع'.

وأشار إلى ضرورة وضع محددات لبعد الهوية المغربية ذلك أن 'خيارات المغرب الثقافية والتعليمية لا ينبغي لها أن تنسي المغاربة البعد الأمازيغي مثلما لا ينبغي أن تكون التوجهات الحالية والتأثيرات الخارجية عاملا لنسيان البعد العربي'.

وذكر المحاضر بمحطات من تاريخ المقاومة والحركة الوطنية المغربية في مناهضة محاولات التقسيم الاستعماري الذي لجأ لإحكام سيطرته على المغاربة إلى استصدار 'الظهير البربري' في سنة 1930 على خلفية المقولة الكولونيالية القديمة 'فرق تسد'.

 

واعتبر السيد أوريد في الندوة التي قام بتنشيطها كل من السيد عبد النبي دشين الكاتب العام للائتلاف، والشاعر الصحافي حسن نجمي أن موضوع الأمازيغية والعربية الذي يشكل أسس الهوية المغربية 'ينصهر في بوثقة الحداثة، بما هي حداثة بالفعل لا بالقول، وتتطلب القبول بالاختلاف من أي قبيل كان مادامت تتقاسمنا قيم مشتركة وارتباطنا بهذه الأرض'.

 

وبخصوص البعد العربي للهوية المغربية، ذكر السيد أوريد بمواقف وارتباطات المغرب الحديث بالشرق العربي سواء إبان فترة الحماية والاستعمار أو ما بعدها خلال مرحلة الاستقلال خاصة خطاب طنجة التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس في سنة 1947 الذي أكد فيه على الهوية العربية للمغرب وزيارة جلالته لدول الشرق العربي في الخمسينات من القرن الماضي اعترافاً بالتضامن العربي مع المقاومة والعرش المغربيين ضد الاستعمار.

واستشهد أيضا، بهذا الصدد، بمواقف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني من خلال إرساله الجيوش المغربية إلى الجولان وسيناء في سنة 1973 وبعدد مؤتمرات القمة العربية في ما بعد الاستقلال المنعقدة بالمغرب من أجل رص وحدة الصف العربي والدفاع عن القضية الفلسطينية التي يعتبرها المغاربة قضية وطنية.

 

كما ذكر السيد أوريد في نفس الإطار بزيارات ومواقف الكاتب العربي الكبير شكيب أرسلان إلى مدن الشمال المغربي في تلك الفترة الاستعمارية وتعريفه بالقضية المغربية بالإضافة إلى انشغالات البلدان العربية باستقلال المغرب وطرح قضيته أمام المحافل الدولية.

المصدر: ومع
الدار البيضاء: 18-4-2005