المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يقدم حصيلته بمناسبة الذكرى السادسة لتأسيسه

قال السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في الندوة الصحفية التي عقدت يوم 20 أكتوبر بمقر المعهد الملكي بمناسبة الذكرى السادسة لتأسيسه، أن اللغة والثقافة الأمازيغيتين عرفتا منذ إحداث المعهد دينامية مهمة ساهمت في ترسيخ مكانتهما في المجالات الاجتماعية والعلمية والاعلامية واندماجها في المنظومة التربوية وانفتاحها على محيطها الثقافي كما ينص على ذلك الظهير المؤسس والمنظم للمعهد، وكما تم التأكيد على ذلك في الخطاب الملكي السامي بأجدير.

 

وأكد السيد العميد بأن المعهد قد وضع منذ بداية انطلاق أشغاله استراتيجية شاملة تخص كافة المجالات، وأنه استطاع أن ينجز معظم الخطوات المسطرة فيها في وقت وجيز بفضل تضافر جهود العاملين في المعهد، مشيرا إلى أهم ما حققه المعهد في المجالات التربوية والإعلامية وكذا فيما قام به كالتوصية بالحماية القانونية للأمازيغية وإعادة الإعتبار لحرف تيفيناغ في المجال العمومي.

 

وأبرز السيد العميد أن المعهد رغم كل الجهود التي يبذلها، لا يمكنه لوحده معزولا أن يضطلع بمهمة المأسسة الشاملة للأمازيغية وأن ذاك مهمة تاريخية تقع على عاتق جميع الأطراف الحكومية والسياسية والمدنية باعتبارها مسؤولية وطنية.

 

الجلسة الافتتاحية

 

وأشار السيد العميد إلى أن المعهد أعطى مكانة خاصة لسياسة الانفتاح على محيطه وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السديدة، وفي هذا الإطار أوضح أن المعهد يقدم دعمه المادي والمعنوي لمجموعة من المشاريع وعقد شراكات مع 178 جمعية، مشيرا إلى أن المعهد يساهم كذلك في تشجيع المبدعين والباحثين والفنانين عبر تخصيص جائزة الثقافة الأمازيغية وكذا عن طريق التعاقد.

 

ومن جهته أشار السيد امحمد صلو عضو اللجنة المشتركة بين وزارة الاتصال والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن إدماج الأمازيغية في القطب الإعلامي العمومي عرف تقدما مهما بحيث، طبقا للاتفاقية المبرمة بين المعهد ووزارة الاتصال التي وقعت منذ يوليوز 2004، فإن الطرفين شرعا في وضع خطة عمل دقيقة وواقعية التزمت وفقها القناتين العموميتين من الناحية الموضوعية بتطبيق اتفاقية الشراكة مضيفا أن ما تحقق في هذا الإطار يعد ثمرة عمل دؤوب ومتابعة مستمرة بين الأطراف المعنية.

 

وذكر أن المعهد قام بتعاون مع المركز السينمائي المغربي بتنظيم دورتين تكوينيتين لفائدة كتاب السيناريو الشباب وذلك من أجل تطوير الفيلم الأمازيغي وتشجيع الإنتاج السينمائي الأمازيغي، مضيفا أن المعهد سبق له أن نظم دورة تكوينية لفائدة الصحافة المكتوبة وللصحفيين بالنشرة الأمازيغية بالقناة الثانية.

 

وبخصوص مواجهة الطلب المتنامي على البرامج الأمازيغية أكد امحمد صلو أن ذلك لا يلبيه إلا قناة أمازيغية بشبكة برامج متنوعة تشمل مواضيعها مظاهر التعدد والتنوع والاختلاف الثقافي باعتباره عنصر إثراء وإغناء للشخصية الوطنية.

 

كما أبرز أن اللجنة التقنية المشتركة بين المعهد ووزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة الوطنية شرعت في تحديد الملامح العامة لهذه القناة من حيث شبكة برامجها، كما تقوم بالمساعي الضرورية لتوفير الإمكانيات التقنية والمالية والبشرية الضرورية لانطلاقها.

 

ومن جانبه أشار السيد محمد بغدادي مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية إلى أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وضع بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية استراتيجية شاملة من شأنها إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية. وفي هذا الإطار وتفعيلا لمقتضيات الاتفاقية التي وقعها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، والتي بموجبها تم إدماج الأمازيغية بشكل تدريجي في السنوات الأولى من التعليم منذ سنة 2003، قام المعهد بتنسيق مع الوزارة بإعداد منهاج اللغة الأمازيغية في التعليم حيث أرسى الأسس والمبادىء الكبرى لتعليم الأمازيغية باعتبارها لغة وطنية بحرفها الأصلي تيفيناغ.

 

وأوضح السيد البغدادي أن المركز قام ببحوث في المجال الديداكتيكي والتربوي كما أعد المناهج التربوية المرتبطة بإدماج اللغة الأمازيغية وتدريسها ضمن المنظومة التربوية الوطنية النظامية وغير النظامية وذلك بتعاون مع وزارة التربية الوطنية، مضيفا أن مركز التهيئة اللغوية قام بتنميط وتقعيد وتحديث الكتابة بالحرف الأمازيغي تيفناغ وملاءمته مع مقتضيات المعلوميات كما يتولى المركزان إنجاز أبحاث ميدانية في الديداكتيك والبيداغوجيا خاصة في المجالات المرتبطة بتدريس اللغة الأمازيغية لغير الناطقين بها.

 

وفي مداخلته أكد السيد أحمد عصيد باحث بمركز الدراسات الأدبية والفنية والإنتاج السمعي البصري أن هذا الأخير يعتمد استراتيجية مزدوجة تجمع بين تدوين التراث الشفوي وتدبير الإنتقال من الشفاهة إلى الكتابة عبر تأهيل جيل جديد من الكتاب بالأمازيغية، وأوضح بهذا الصدد أن المركز استطاع جمع وتدوين أزيد من 15000 صفحة من الأدب الشفوي من مختلف مناطق المغرب بتعاون مع باحثين بالتعاقد.

 

كما أشار السيد عصيد إلى ما أنجزه المعهد في مجال الفن حيث أصدر قرصين مدمجين لكورال المعهد وقرصا مشتركا للفنانين الشباب كما قام بالتدوين العلمي لعدد من المقطوعات الموسيقية التراثية.

 

وفي معرض حديثه عن مجال النشر والترجمة أشار أحمد عصيد إلى أن المعهد أصدر 14 ترجمة لأمهات الكتب التي تتناول الأمازيغية، وذلك إلى اللغات الأكثر انتشارا وخاصة الإسبانية والإنجليزية، و 4 ترجمات من لغات أخرى إلى الأمازيغية. مبرزا أهمية خزانة المعهد التي تضم أزيد من 9000 عنوان وتغتني بــ 2000 وثيقة سنويا. كما أوضح أن هذا المركز أشرف على نشر إصدرات المعهد التي بلغت حوالي 100 كتاب منذ تأسيسه.

 

الجلسة الافتتاحية

 

ومن جهته أبرز السيد محمد ألحيان مدير مركز الدراسات الأنتربولوجية والسوسيولوجية بالنيابة أن المعهد قام بتحقيق ونشر العديد من النصوص التاريخية الأمازيغية، وتتجلى مجالات تدخل مركز الدراسات التاريخية والبيئية في العمل الجماعي على الصعيد المحلي وتقويم دعائم الثقافة الأمازيغية وتنميتها وكذا المحافظة على البيئة من خلال الاهتمام بتنمية الجبال والواحات، وأشار السيد ألحيان إلى أن المعهد قد أصدر عددا هاما من الدراسات والأبحاث الأنتروبولوجية التي أنجزت بالتعاقد مع باحثين من خارج المعهد، ولتعميم الفائدة، عمل المركزان على تنظيم مجموعة من الأنشطة خارج الرباط (تزنيت وأكادير وزاكورة وورززات ومراكش وفكيك).

 

حضر هذه الندوة نساء ورجال الإعلام وراديو ألمانيا وأعضاء من المجلس الإداري، وكذا فعاليات جمعوية وبعض أفراد الجالية المقيمة بالخارج ومهتمون من مثقفين وفنانين.